لا توحي التطورات المتسارعة اقليمياً ودولياً وانعكاسها محلياً بـ"صدق" وعد الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ للبنانيين خلال 10 ايام بتأليف حكومته الثانية وحكومة العهد الاولى بعد الانتخابات من ضمن تركيبة وطنية جامعة في حين بدأ حديث جدي لدى اوساط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس ​التيار الوطني الحر​ الوزير ​جبران باسيل​ عن تشكيل حكومة من دون القوات او ما بات يعرف بعقدة القوات او "العرقلة المقصودة" من الدكتور ​سمير جعجع​ لعهد ميشال عون. ويقول صقور في التيار اننا لا يمكننا الانتظار الى ما شاء الله لتأليف الحكومة وانتظار ان يفرج جعجع ومعه السعوديون عن الحكومة وهو امر لمح اليه منذ يومين رئيس ​كتلة الوفاء للمقاومة​ النائب ​محمد رعد​ عندما قال ان التمسك بالسيادة يعني تشكيل حكومتنا من دون انتظار الخارج او قبول فيتو منه عليها. ويقول صقور التيار ان الحكومة الاكثرية ستعود الى الواجهة بعد اسبوع وعودة الرئيس عون من ​ارمينيا​. ويقول هؤلاء ان العلاقة مع رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ النائب السابق ​وليد جنبلاط​ جيدة والهدوء عاد الى قواعد الحزبين والمناصرين وجنبلاط يسجل مرونة ايجابية وليونة حكومية تحسب له ويمكن البناء عليها واذا سار جنبلاط في "تسوية" العقدة مع المير ​طلال ارسلان​ فإن الامور تبقى عالقة عند جعجع ولا يمكن ايقاف البلد والحكومة كرمى لشخص.

ورغم هذه "الحماسة" البرتقالية فإن هؤلاء الصقور يعترفون بأن عدم موافقة الحريري على السير بحكومة اكثرية من دون القوات هو امر معرقل لها ويبقينا في مكاننا.

وفي حين كان لافتاً كلام جنبلاط منذ يومين عن اهمية التنازلات الوطنية وما لكلامه لجهة التوقيت من اهمية لتسريع التأليف، تلمح اوساط متابعة للتأليف ان ما اعيد طرحه اخيراً من سيناريوهات وضعت لحل ما يسمى بالعقدة الدرزية وهي تشير الى ان تمثيل ارسلان شخصياً لن يتم وفق ما اكد هو امس عندما قال انه سيطرح 5 اسماء على ​الرئيس ميشال عون​ وهو يختار اسماً منها ليتم توزيره في المقعد الدرزي الثالث. وتشير الاوساط الى ان الخيار الثاني الذي اعيد طرحه هو منح حقيبتين درزيتين لجنبلاط ووزير درزي لرئيس الجمهورية ويمنح جنبلاط مقعداً مسيحياً ولكن حتى الساعة لم يرد "خبر" من الاطراف الثلاثة اي التيار والاشتراكي وارسلان على شكل وماهية هذه التسوية.

في المقابل تؤكد اوساط نيابية في ​اللقاء الديمقراطي​ ان تصريحات جنبلاط امس الاول لها طابع وطني وطابع شخص مسؤول يتحسس اوضاع البلد الاقتصادية والتهديدات الامنية والعسكرية الاسرائيلية المعادية لذلك ابدى مرونة حكومية وابدى استعداد للناش والحوار واكد ان التنازلات الوطنية عمل وطني وليس انكسار او ضعف.

وفي حين ترفض الاوساط التعليق على ماهية هذه المبادرة وعلى فحوى اعلان المير طلال ارسلان عن قبوله بوزير درزي يسميه عون من بين 5 اسماء سيقدمها اليه، تؤكد ان جنبلاط وبعد مرور 48 ساعة على تصريحه لم يتلق اي اتصال من اي جهة ولم يناقش ويُسمع رأيه في الملف الحكومي. فمن يريد التنازلات من احد عليه ان يجتمع به ويسأله رأيه ومطالبه. وتعتبر الاوساط الى ان كل ما يحكى عن حلحلة حكومية ليس دقيقاً وكل كلام عن تسوية في ملف العقدة الدرزية غير دقيق وكل ما نسمعه نسمعه في الاعلام ولم يتحدث احد معنا لا في تشكيلة ولا برفع الحريري تشكيلة الى ​بعبدا​ فلو كان هناك جدية كان الآخرون اتصلوا بنا وطالما لم يتصلوا يعني ان لا رغبة منهم في حلحلة العقد. والحلول لا تأتي بالتراشق او "الغزل" والشعر الاعلامي بل يحتاج الى عمل متواصل وواضح على الارض.