نشرت صحيفة "​الديلي تلغراف​" البريطانية مقالا للكاتب مارك ألموند تناول فيه ​الآثار​ المحتملة في منطقة ​الشرق الأوسط​ للصراع الذي سببه اختفاء الصحافي السعودي ​جمال خاشقجي​ في قنصلية بلاده في ​اسطنبول​.

وأشار ألموند الى أن "الشائعات التي احاطت بملف اختفاء خاشقجي ومصيره المؤلم أعادت لمدينة اسطنبول سمعتها القديمة كمقر للدسائس الاستخباراتية واللعب الخشن قيما بين عملائها كما ألقي ​الضوء​ أيضا على واحد من أكبر خطوط الصراع في المنطقة".

ولفت الى أن "الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ يتزعم ​تركيا​ الوريث الشرعي للإمبراطورية العثمانية والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الذي يقود ​السعودية​ التي تسيطر على مقدسات ​العالم الإسلامي​".

وأشار ألموند إلى أن "الأتراك ككل يلومون العرب على ما لحق بالعثمانيين من هزائم في الحرب والدور الذي لعبه الشريف حسين و​آل سعود​ في سقوطها بحيث تبرز المملكة إلى النور على حطام الإمبراطورية العثمانية"، موضحاً أن "التغييرات التي يدخلها بن سلمان على الأوضاع في السعودية بما فيها السماح للنساء بقيادة السيارات وفتح الملاهي ودور السينيما يثير الخلاف حول طبيعة دور المملكة كقائد للعالم السني على أساس ديني".

وأكد أنه "من النظرة الغربية فإن تركيا تعد أكثر تحررا بشكل كبير من السعودية حيث تمارس نظاما ديمقراطيا سلطويا لكن مقارنة بالسعودية فهي مختلفة كثيرا وترغب في لعب دور في دفع الديمقراطية قدما في الشرق الاوسط وهو ما يوضحة مساندة أردوغان للإخوان المسلمين التي صنفتها الرياض كجماعة إرهابية".

وراى ألموند أن "الصراع بين البلدين لو تصاعد فسيكون شديد الضراوة بحيث يصبح الصراع السني الشيعي والحرب بالوكالة بين السعودية وإيران أمرا هامشيا لكنه في الوقت نفسه سيركز الأضواء على الغرب وسياساته في مواجهة هذا الصراع".