ركّزت مصادر بارزة في "​التيار الوطني الحر​"، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، على أنّ "ردّة فعل "​حزب القوات اللبنانية​" على مواقف رئيس تكتل "لبنان القوي" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​، تعكس ضياعه وافتقاده لميزان العقل في تقييم الأمور، والتغطية على ذلك بلغة الشتائم".

وأكّدت أنّ "باسيل كان حريصًا في مقابلته المتلفزة على قول الحقيقة، رغم أنّها محرجة في بعض الأحيان، لكنّها تحرر"، مشيرةً إلى أنّ ""التيار الوطني" هو الّذي خطّ نهج المصالحة بين اللبنانيين منذ عودة العماد ​ميشال عون​ (رئيس الجمهورية حاليًّا) في عام 2005، وبالتالي لا أحد يزايد عليه في تشجيع التلاقي والمسامحة، لا بل انّ كلام باسيل كان من باب الدعوة إلى استكمال المسامحة وفتح صفحة جديدة من العلاقات بعد ​تشكيل الحكومة​ بين جميع الجهات، ولاسيما منهم الجهات المسيحية".

كما أعربت المصادر عن أسفها لـ"مواصلة "القوات" ​سياسة​ إضعاف موقع ​رئاسة الجمهورية​. فهي في البيان الّذي وقّعته النائب ​ستريدا جعجع​، تعترف بحصة وزارية لرئيس الجمهورية، لكنّها تحتسبها من الحصة النيابية لـ"التيار" بدل الإقرار بحصة مستقلة له، بغضّ النظر عن وجود كتلة نيابية مؤيدة له"، منوّهةً إلى أنّ "في ما خصّ المعايير، فمن المستغرب أن يُمنع رئيس تكتل نيابي من إبداء رأيه، أو أن يفكّر في شأن وطني مهمّ كتأليف الحكومة".

ولفتت إلى أنّ "من الطبيعي أن ترفض "القوات" المعايير الّتي شرحها باسيل، وأن تغمض عينيها عن الحقائق، بدليل احتسابها عدد نواب التكتل بـ20 نائبًا واحتساب التسعة المتبقّين من حصة الرئيس"، مشدّدةً على أنّ "هذا السلوك يعكس النيات الّتي أسقطت اتفاق ​معراب​، ويكشف أنّ الكلام عن دعم العهد وصلاحيات الرئيس لم ينبع من اقتناع راسخ، بل من مصلحة ظرفية، فكيف يريدون أن نأمّن لهم؟ هداهم الله إلى طريق الصواب".