أوضح وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ​بيار بو عاصي​، "أنّني لا أعتقد أنّ ملف ​تشكيل الحكومة​ مرتبط بالحظوظ وبالأرقام، بل إنّ العملية مرتبطة بالنوايا، وبالإحتكام إلى الدستور وإلى نتائج ​الإنتخابات النيابية​ الأخيرة، وبالجدية بإيجاد مخارج للوضع القائم"، منوّهًا إلّى أنّه "لا يوجد حزب سياسي في العالم لا يسعى للوصول إلى السلطة، وهذا جزء من اللعبة الساسية، لكن حدّ ال​سياسة​ بلعبة السلطة، يقضي عليها بمعنى حاجات الناس وخدمة المواطن".

وأعرب في حديث إذاعي، عن أسفه لأنّ "جزءًا كبيرًا من "الكباش" الدائر اليوم، هو كباش سلطة ومحاصصة"، مبيّنًا "أنّني لا أعلم من أي "مطبخ" توزّع التشكيلات الحكومية الزائفة للمواطنين، ومن لديه طرح جدّي نرحّب به في ​معراب​ للبحث بالطرح"، مشيرًا إلى أنّ "نيابة رئاسة مجلس الوزراء ليست حقيبة، ولكن أنا شخصيًّا، بعد أن رأيت أداء نائب رئيس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال ​غسان حاصباني​ كوزير ونائب في آن واحد، استنتجت أنّ الشخص هو الّذي يحدث الفرق ولا دخل للحقائب".

وركّز بو عاصي على أنّ "رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ يحقّ له قول ما يجد أنّه يتناسب مع تطلعاته، ولكن دوره ليس تقييم الأحزاب الأخرى بالمطلق، بل يمكنه إعطاء وجهة نظره"، مشدّدًا على أنّ "حجمنا يحدّده تاريخنا وثوابتنا ونظرة الناس لنا وكتلتنا البرلمانية، وكلّ ما تبقّى هو آراء"، مؤكّدًا أنّ "لنا الحق في الحصول على حقيبة سيادية، وليس مسموحًا أن يحدّد أحد خطوطًا حمر لحزب بحجم "حزب القوات ال​لبنان​ية""، منوّهًا إلى أنّ "موقف رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ حكيم جدًّا ونتمنّى أن يكون الموقف مماثل من الجانب المسيحي".

وفي ما يتعّلق باتفاق معراب، لفت إلى أنّ "الله يساعد إتفاق معراب". هو اتفاق متكامل، ولا يمكننا النظر إليه بـ"القطعة"، وبتقاسم الحقائب"، معلنًا أنّ "الإتفاق أُتيح بحجج واهية وبتمترسٍ خلف رئيس الجمهورية، وأي انتقاد أو اعتراض على أداء وزير من وزراء "التيار الوطني الحر" كان يُعتبر تهجّمًا على الرئيس وإضعافًا له، وهذه السياسة القمعية مرفوضة".

وأكّد بو عاصي "أنّنا نحترم رئيس الجمهورية نتيجة موقعه الدستوري ونحن كان لنا دور أساسي في وصوله إلى سدة الرئاسة، ويجب وقف التمترس خلفه، وإبقائه وفق الحسابات السياسية الضيقة"، مبيّنًا أنّ "تعديل الدستور لحصول الرئيس على حصة وزارية استحالة في الوقت الحالي، والعرف له أصول وله تعريف سياسي وقانوني"، منوّهًا إلى أنّه "إذا كان الرئيس ضعيفًا ووضعت له كتلة من 29 وزيرًا لن يتمكّن من القيام بشيء لا يقوم بشيء. أمّا إذا كان قويًّا بشعبيته وممارسته فإذا كان معه وزير أو اثنين أو ثلاثة،فثقله بتوقيعه وصلابة مواقفه".

وسأل "هل تكتل "لبنان القوي" هو "التيار الوطني الحر"؟ بالطبع لا، لأنّ غالبية نواب التكتل أتوا بتحالفات سياسية كالنائبين ​ميشال معوض​ و​نعمة افرام​ وغيرهما"، جازمًا أنّ "السلطة لا تعنينا بمواقعها، وقد قال رئيس "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ مرارًا إنّنا "حراس المال العام"، ولا نريد أن نكون جزءًا من مجموعة تتقاسم السلطة، والوضع الحالي الإقتصادي والإجتماعي طارئ ويحتاج إلى معالجة سريعة".

كما شدّد بو عاصي على "عدم وجوبالحصول على قرش واحدٍ من ​المجتمع الدولي​، طالما أنّ الهدر والفساد مستشريان"، مشيرًا إلى أنّ "أي شخص يسعى لتموضع لرئاسي من الطبيعي أن يبدأ الآن بعمله، والطموح الرئاسي حق والتقدّم بوجه الرئاسة هو عملية بناءة ومشرفة لا مدمّرة وهادمة"، ذاكرًا أنّه "يوم جلس "التيار" و"​تيار المردة​" على الطاولة نفسها، لم نتعبر الأمر إنقلابًا لا بل اعتبرناه تواقفًا سياسيًّا طبيعيًّا، ولكن عندما بدأ الحديث عن مصالحة بين "القوات" و"المردة، "خربت الدني"".

وبيّن أنّ "التحالف مع "المردة" له أُسس وصفحة الحرب طويناها ونحرص كجهتين للمصالحة على إتممها وفق الأصول، ولطي صفحة خلالفات طويلة كما لتفادي خلافات في السياسة لاحقًا"، مركّزًا على أنّ "علي باسيل أن "يرتاح" لأنّ التأليف ليس عمله، وحاليًا للبنان رئيس في بعبدا ورئيس حكومة مكلف ومسألة التشكيل "مش شغله" ورأيه كرأي أي مواطن وإذا أراد نزع صلاحيات الرئيس له فليقولها بالعلن".