لفت رئيس "حزب القوات ال​لبنان​ية" ​سمير جعجع​، إلى أنّ "زمن الإنتصارات قد أتى ومنذ ​الإنتخابات النيابية​ في عام 2009 مرورًا بالحكومة الحالية والإنتخابات النيابية الأخيرة، وصولًا إلى الإنتخابات الطالبية الأخيرة"، منوّهًا إلى أنّه "قد أصبح جليًّا وواضحًا للجميع أنّ زمن الإنتصارات قد أتى. ومثلما مرّ علينا زمن عسير استمرّ لمدّة 25 سنة مع سلطة الإحتلال، فقد دخلنا اليوم في السنوات السبع اليسر، وبدأ معها زمن الإنتصارات لأنّه لا يصحّ إلّا الصحيح"، موضحًا أنّ "ذلك لأنّه لم يكن لدينا في أي يوم من الأيام سوى النيّة والهدف الطيّبين، وعملنا بكدّ وجهد وبكلّ ما أتينا من قوّة من أجل إيصال لبنان إلى الوطن الحلم الّذي يحلم به الجميع".

وأشار خلال لقائه في ​معراب​، وفدًا من طلاب الجامعات الأميركية "LAU" ،"AUB" و"NDU"، عقب فوز "القوات اللبنانية" في الإنتخابات الطالبية في هذه الجامعات، إلى "أنّنا تعرّضنا في السابق لمحاولات عرقلة عديدة وقاموا بحلّ حزبنا، وما يهمّني اليوم بشكل أساسي هو أن تيقنوا جيّدًا لأي حزب تنتمون"، سائلًا "هل حلّ أي حزب آخر؟ هل زجّ برئيس أي حزب آخر في الإعتقال؟ الجواب هو أبدًا فنحن تعرّضنا لكلّ ما تعرّضنا له لسبب بسيط جدًّا، وهو ليس ما يحاول البعض ادعاءه عبر شيطنتنا، وإنّما لأنّنا قادرون على إصلاح الأوضاع في البلاد والقطع بأرزاق الكثيرين ممّن يعتاشون على المال الدولة، وتحويل لبنان إلى وطن بكلّ ما للكلمة من معنى".

وتوجّه جعجع إلى الطالب، قائلًا: "تظنّون أنّكم حقّقتم مجرّد انتصار إنتخابي في بعض الجامعات في لبنان، إلّا أنّ ما قمتم به أكبر من ذلك بكثير، فأنتم انتصرتم للبنان المستقبل الّذي نريده لأنّ في نهاية المطاف لا يصحّ إلّا الصحيح"، واستعرض النتائج الأوليّة للإنتخابات الطالبية في الجامعات الثلاث "ليس لأي سبب وإنّما تبعًا للقول المأثور "الحسابات الجيّدة تصنع أصدقاء جيّدين".

وركّز على أنّ "المقاعد الثلاثة الّتي فاز بها "القوات اللبنانية" في الـ"AUB" توازي 30 مقعدًا في أي جامعة أخرى نظرًا لصعوبة الموقف هناك"، مهنئًا شابات وشباب هذه الجامعة "حيث أتت النتائج الأولية على الشكل الآتي: 3 مقاعد لـ"القوات"، مقعد لـ"​التيار الوطني الحر​"، 4 مقاعد لـ"تيار المستقبل"، 3 مقاعد لـ"حزب الله"، مقعد لـ"حركة أمل"، مقعد لـ"الحزب التقدمي الإشتراكي" وخمسة مقاعد للمستقلين حيث بقي مقعدان ليتمّ تحديد هويتهما لاحقًا".

وكشف جعجع أنّ "في الـ"LAU" فازت "القوات اللبنانية" بـ8 مقاعد، فيما أتت النتائج الأوليّة المتبقيّة على الشكل الآتي: مقعد لـ"المستقبل"، مقعد لـ"الإشتراكي"، 4 مقاعد لـ"التيار الوطني" ومقعد لـ"أمل". أمّا في الـ"NDU" فقد فازت "القوات" بـ26 مقعدًا، فيما النتيجة الأوليّة أتت كالتالي: مقعدان لأصدقائنا في "حزب الكتائب اللبنانية"، مقعد لـ"الإشتراكي" و6 مقاعد لـ"التيار"".

كما شدّد على أنّ "الشابات والشباب في "التيار" أصدقاؤنا وبيننا لا وجود للحسابات، وإنّما الإنتخابات هي الإنتخابات ونحن مجبرون على خوضها وهي كناية عن تنافس ديمقراطي"، مبيّنًا أنّ "ما سأقوله الآن غير موجّه لهم وإنما هو حصرًا برسم رئيس "التيار" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ الّذي يطلّ علينا في كلّ يوم بمقاييس وحسابات تخلص إلى أنّه يمثّل 75 بالمئة من هذه الدنيا، فيما الباقون مجتمعون لا يمثّلون سوى 5 بالمئة منها، وتبقى 20 بالمئة غير محدّدة المعالم بشكل واضح".

وأكّد جعجع أنّ "ما سأقوله الآن مردّه للتضليل الحاصل في الرأي العام وخصوصًا على أبواب تأليف الحكومة العتيدة، باعتبار أنّ الهدف الوحيد ممّا هو حاصل هو تقليص تمثيل "القوات" في الحكومة الجديدة كي يُفتَحَ لهم المجال للقيام بما كانوا ينوون القيام به في الحكومة المستقيلة ولم يستطيعوا".

وأوضح "أنّني سأقول برسم صديقنا العزيز باسيل: في الـ"AUB" حصدنا 3 مقاعد فيما حصل "التيار" على مقعد واحد فقط، في الـ"LAU" حصلنا على 8 مقاعد فيما "التيار" فاز بأربعة وفي الـ"NDU" فزنا بـ26 مقعدًا فيما "التيار" حصل على 6 مقاعد لا غير"، مركّزًا على أنّ "بهذا نكون قد استعرضنا الجامعات الأميركية كافة في لبنان الّتي تضمّ ما يقارب الـ25000 طالبة وطالب من المناطق والعائلات اللبنانية كافة وهؤلاء الطلاب يمثّلون بشكل كبير جداً الرأي العام اللبناني".

وأعلن أنّ "هذه الإنتخابات الطالبية هي عيّنة صغيرة تعطينا فكرة عن التمثيل الشعبي بشكل حقيقي، ومن جهتي لم أكن لأرغب بالكلام عن هذا الموضوع لولا الغش الحاصل على هذا الصعيد يوميًّا"، متوجّهًا إلى باسيل بالقول: "إذا ما أردنا الكلام عن التمثيل الشعبي فهذا هو التمثيل، ومن له أذنان سامعتان فليسمع".

ونوّه جعجع إلى أنّ "المشهد في هذه الصالة "بكبّر القلب"، ومن ينظر إليها يرى من خلال الشابات والشباب الموجودين فيها لبنان الّذي نحلم به. لذا أريد منكم أن تعرفوا أنّ الجيل الّذي سبقكم تعب كثيرًا من أجل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم، باعتبار أنّ المسيرة لم تكن سهلة أبدًا"، متمنيًا أن "نكون سهّلنا لكم الطريق بحيث أنّه ليس من المفترض أن تتعبوا بالقدر الّذي تعبنا به، إلّا أنّ هذا لا يعني أنّكم لستم في حاجة للعمل بكد وجهد، فبلدنا في حاجة إلى كثير من العمل، كما أنّكم يجب ألّا تصدّقوا من يقولون لكم إنّ لبنان بلدة ميؤوس منه".

وأعرب عن أسفه لأنّ "هناك بعض وسائل الإعلام والسياسيين ورجال الدين الّذين يحاولو ليلًا نهارًا اللعب على وتر سلبي في هذا المجال. صحيح أنّ وضع البلاد صعب ولكنّه ليس ميؤوسًا منه، وبالقليل من الوعي السياسي وبقيادة سياسيّة جيّدة من الممكن أن ينقلب الوضع في البلاد من الحلقة الجهنميّة الّتي ندور فيهاـ إلى حلقة واعدة ومشرقة، وذلك فقط خلال أيام وأسابيع وأشهر قليلة جدًّا؛ إلّا أنّ كلّ هذا سيتوقّف على عملكم".

ولفت إلى أنّ "في العامين المنصرمين أصبح من الواضح بشكل جليّ جدًّا أنّنا في "القوات اللبنانية" حرّاس المال العام الّذي لطالما كان سائبًا، ونحن حرّاس لصالح الشعب؛ لذا أريد منكم ألّا ينعسوا أو يملّوا أو يتعبوا الحرّاس وهذا ما سيحصل إن شاء الله".