اعتبر النائب السابق ​اميل اميل لحود​ أن رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ "رهينة معنوية لدى السعوديّة بعدما كان رهينة فعليّة قبل نحو عام في الرياض"، لافتا الى أنه "وبعد خسارة المنظومة التي تمتدّ من ​الولايات المتحدة​ الاميركيّة الى السعوديّة ف​اسرائيل​ في حربها على ​سوريا​، ها هي تحاول التعويض من خلال شنّ هجمة جديدة على ​ايران​، والحرتقة على ​حزب الله​ من خلال خرق البنية التحتية في البلد وتحميل الحزب مسؤولية تجويع اللبنانيين وقهرهم، ظنا بأن الشعب اللبناني سينتهي برفض الحزب". وقال: "لكن كل محاولاتهم باتت مكشوفة ولا تمرّ على أحد، خاصة بعدما أظهرت حادثة احتجاز الحريري في ​السعودية​ انهم جاهزون للتعامل مع شريكهم بهذا الشكل فكيف الحري بأعدائهم، وهل سيتغاضون عن اتخاذ الحكومة اللبنانية رهينة"؟!.

وأشار لحود في حديث لـ"النشرة" الى أن قضية الصحافي جمال الخاشقجي مثل حي عن كيفية التعاطي السعودي، معتبرا أنه لو صحّ أنه خرج من القنصلية في ​تركيا​ لكانوا عرضوا الفيديو الذي يُظهر عملية خروجه بعدما تم تسريب الفيديو الذي يؤكد دخوله اليها. واضاف: "في المرحلة الراهنة لن يتوانى الرئيسان الأميركي والتركي من الضغط على ولي العهد خاصة وأن الملف دقيق وحساس".

وتحدث لحّود عن قناعة لديه بأن حكومة ​تصريف الأعمال​ الحاليّة قد تكون أفضل من حكومة جديدة تأتي بمعنويات منفوخة مزيّفة، ويسعى فيها الوزراء الجدد للوجاهة، ما يؤدي لارتفاع تكلفة الهدر، مشيرا الى ان حكومة تصريف الأعمال تبقى لا شك أقل كلفة من حكومة جديدة. وقال: "للاسف هناك من يبحث عن الأموال خارج لبنان والمحيط عبر ​مؤتمر سيدر​ أو سواه، فيما لو كان هناك قرار وطني بالتعاون مع سوريا فقط من خلال المعاهدات الموقعة في الماضي لكنا قادرين على الخروج من الأزمات التي نعاني منها، خصوصا ​أزمة الكهرباء​ او المياه أو أزمة الصادرات بعد فتح ​معبر نصيب​ من قبل الدولة السورية امام الجميع". واضاف: "لكن الكنيسة القريبة لا تشفي بالنسبة للبعض، وهم يفضلون الارتهان للخارج وزيادة الديون من دون أن تلتفت الدول، التي تمنع القوى التابعة لها في الداخل من التواصل مع سوريا، لمد يد المساعدة"، لافتا الى ان كل ما تمكنا من تحصيله من "سيدر" 400 مليون دولار أما الباقي فيعتمد على شروط غريبة عجيبة، أضف ان كل ما نحن بصدده ديون وليس هبات.

واستغرب لحود "تسويق البعض بأن سوريا تستخدم أوراق ضغط على لبنان لحثّه على استعادة العلاقات السابقة معه"، مشددا على ان "هذه العلاقات موجودة شئنا أو أبينا ولا يمكن أن تتفكك تبعا لموقعنا الجغرافي". واضاف: "لكن المثير للسخرية أن من تآمر على سوريا هو اليوم بحاجة اليها، لكنه نكاية بها، يرفض تأمين مصالحه والمصالح العليا للدولة اللبنانية".

وردا على سؤال عن موقفه من العهد ورئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، أكد لحود أن "الرئيس عون لم يتغير لا بشخصه او مواقفه أو ارادته، لكن في النهاية للبنان نظامه البرلماني، و​قانون الانتخابات​ المناطقي الطائفي الذي جرت على اساسه الانتخابات الأخيرة لم يكن الا اطارا تجميليا بعد تطعيمه بالنسبيّة، ما أدى الى انتاج الطبقة السياسيّة نفسها". وقال: "الموضوع لم يعد في يد طرف أو شخص، والمطلوب الاقرار بأن المفترض اعادة النظر بالنظام ككل، لأنه اذا استمرينا على ما نحن عليه فلا شك اننا نتجه الى كارثة على المستويات كافة، وخير دليل على ذلك انصراف القوى السياسيّة الى تقاسم الوزارات ما بين دسمة وأقل دسامة ما يدل على مستوى ​الفساد​ والاهتراء الضارب بهذا النظام المريض".