يؤكد قيادي كبير في تيار ​المردة​ ان اللقاء بين رئيس التيار الوزير ​سليمان فرنجية​ ورئيس حزب ​القوات​ ​سمير جعجع​ سيحصل قريباً مع التحفظ على مكانه وزمانه لاسباب مرتبطة بفرنجية وجعجع وسيكون عنوانه طي صفحة الماضي الاليم بين الطرفين الى غير رجعة ولتكريس المصالحة ​المسيحية​- المسيحية الحقيقية. ويؤكد القيادي ان اللقاء ومفاعيله نابعة من قناعة مشتركة ان المسيحيين في حاجة لان ينسوا الماضي وان تعيش قواعدهم الشعبية والسياسية بلا تشنج ولا توتر او اشكالات من هنا وهناك. ويكشف ان التقارب بين الطرفين عمره اعوام وهناك لجنة امنية تنسق بلدياً وفي المناطق والقرى لمنع الاحتكاكات في المناطق التي فيها احتكاك وتماس بين الجمهورين. ويشدد على ان جعجع كان هو المبادر الى ترتيب هذا اللقاء وهو في الشكل والمضمون سيكرس المصالحة بين الطرفين وجزء من العلاقات الطبيعية بين مكونين مسيحيين اساسيين.

ويعتبر القيادي ان هذا اللقاء لا يعني ان نتخلى عن ثوابتنا او عن موقعنا المقاوم والعروبي المتقدم وعلاقتنا ب​حزب الله​ و​سوريا​ والرئيس السوري ​بشار الاسد​ على رأس السطح ولا نخجل بها كما ان اللقاء مع القوات لا يعني تخلينا عن تحالفنا مع حزب الله و​8 آذار​ او عن كل الثوابت التي تجمعنا. ويشير الى اننا لسنا في حاجة للتنسيق مع حزب الله و8 آذار في لقاء مماثل له خصوصية مسيحية ومناطقية.

في المقابل لا يستغرب القيادي زج رئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ للماضي بين جعجع وفرنجية وان لا يكون راضياً عن اللقاء فنحن لا نحتاج الى اذن منه لنجتمع بجعجع او غيره وتاريخنا معروف ويشهد منذ سليمان فرنجية الجد وما قبله وبعده. ويؤكد ان جلسة الرئاسة الاولى والانتخاب صارت وراء فرنجية، ويذكره بأن فرنجية لم يحضر ولا جلسة كرمى لحزب الله الذي وعد العماد عون بالرئاسة ولم يؤمن النصاب بالحضور رغم ان فرصة الانتخاب كانت مؤمنة لفرنجية طيلة عام كامل.

وعن مفاعيل اللقاء وما بعده يشير القيادي الى ان اللجنة المشتركة الموجودة ستتوسع لتصبح لجنة متابعة بين الطرفين وستقوم بكل ما يلزم لتمتين العلاقة الشخصية والميدانية بين الطرفين رغم ان العلاقة السياسية محكومة بتباعد استراتيجي وتناقض في المشروع السياسي والثوابت والقناعات وهذا ما سيصعب انشاء وثيقة تفاهم او اتفاق وفق بنود محددة ولكن لا مانع من التنسيق الحكومي والنيابي والانمائي ومن اجل مصلحة منطقة ​الشمال​ و​زغرتا​ والبترون.

وفي حين لم يصدر تعليق مباشر من تحالف ​قوى 8 آذار​ حول ​الانباء​ عن اللقاء والتقارب بين الطرفين، تؤكد اوساط قيادية في 8 آذار ان حلفاء ​المقاومة​ لا "يهضمون" اي لقاء بين اي حليف للمقاومة مع سمير جعجع رغم تفهمنا للحيثيات المسيحية للقاء والتي يتحدث عنها فرنجية فهو يلتقي ​الكتائب​ كما يلتقي القوات كما كان حليفاً للتيار الوطني الحر في مرحلة سابقة.

وتستبعد الاوساط اي انعكاس سياسي فعال للقاء فرنجية- جعجع بالمعنى الاستراتيجي فقد يكون لقاء لتثبيت المصالحة بين الطرفين لكن لا نعتقد انه سيكون له تأثير على العلاقة الاستراتيجية بين فرنجية وحلفائه. وتلمح الاوساط الى وجود "زكزكة" في توقيت اللقاء لباسيل والتيار وخصوصاً مع "​انفجار​" العلاقة بين باسيل والقوات ويذكر ان باسيل "زكزك" لفرنجية في لقائه المتلفز الاخير و"حرتق" في ملف ​وزارة الاشغال​ عندما أكد مطالبة تكتله بها رغم معرفته المسبقة بأن هناك وعداً للمردة من الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ بتوليه الاشغال مرة جديدة.

اما في مقلب حزب الله فتكتفي اوساطه بالقول ان فرنجية لم يسألنا رأينا لذلك لا رأي لنا في اللقاء او في تداعياته وهذا ضمناً ما يؤكد تطابق وجهة نظر حزب الله مع حلفائه في 8 آذار بالتحفظ على اي لقاء يجمع اعضاء التحالف بجعجع