في الأيام السابقة، تعالت بعض الأصوات في ​طرابلس​، تشتكي من ​العمال​ة الأجنبية في المرفأ، في ظل إرتفاع نسبة البطالة التي يعاني منها أبناء المدينة، ما دفع هؤلاء إلى توجيه رسالة إلى كريم كبارة، نجل وزير العمل في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​محمد كبارة​، وآل صبح، متمنين عليهم النظر إلى شباب المدينة العاطل عن العمل، ووضع حدّ لليد العاملة الأجنبية داخل المرفأ.

هذه الرسالة كانت لافتة، لا سيما أن الوزير كبارة رفع، منذ لحظة تسلمه حقيبة العمل، لواء الدفاع عن العامل اللبناني، حيث عمد إلى تحديد الأعمال التي يستطيع فيها ربّ العمل الإستعانة بالعامل الأجنبي، وبالتالي من المفترض أن يكون الأحرص على تطبيق هذا القرار، لا سيما أن الصرخة تأتي من أبناء مدينته، حيث يشير أحد المعنيين، عبر "النشرة"، إلى أن أصحاب العمل يفضّلون العامل السوري على اللبناني لعدة أسباب، منها إنخفاض الأجرة، بالإضافة إلى التهرّب من التثبيت والدخول في ​الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي​ أو تأمينهم لدى شركات خاصة، لافتاً إلى أن العامل اللبناني لا يستطيع أن يعمل بالأجرة نفسها، بسبب مصاريفه أكبر على المستوى المعيشي.

ويوضح أن الرسالة كانت موجهة إلى كبارة وآل الصبح بالتحديد، نظراً إلى أن العدد الأكبر من العاملين لديهم من الجنسية السوريّة، وبالتالي من المفترض بهم مراجعة هذا الأمر، نظراً إلى أن أبناء المدينة يحتاجون إلى العمل في ظل الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة، لكن لدى نقيب عمال المرفأ أحمد سعيد رواية مختلفة لما يحصل، حيث يشدّد على أن العمالة الأجنبيّة تقتصر على الأعمال التي لا يقوم بها اللبناني، مع العلم أن الأفضليّة تبقى للمواطن.

في هذا السياق، يتمنى سعيد، في حديث لـ"النشرة"، لو أن العامل اللبناني يقوم بالأعمال التي يقوم بها العامل الأجنبي، قائلاً: "ما بخلّي عامل أجنبي على المرفأ"، لكنه يشير إلى أن اللبناني "مدلّل"، وفي حال وافق على العمل يحضر يوما ويغيب ثلاثة أيام، مع تأكيده أن العمل على المرفأ يشبه "الأشغال الشاقة".

ويوضح سعيد أن العمالة الأجنبية، تحديداً السوريّة، تقتصر على ما يعرف بـ"العتالة"، بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل "فرز" الحديد، الذي يأتي على شكل "ستوكات"، و"تربيش" البضاعة، لافتاً إلى أن دوام العمل أيضاً طويل، حيث يمتد من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة السادسة أو السابعة مساء، داعياً من يرفع الصوت إلى النزول إلى المرفأ من أجل العمل.

على صعيد متصل، أفادت مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن توجيه الرسالة إلى نجل الوزير كبارة وآل صبح تحديداً، يعود إلى أن أكثرية العمالة الأجنبية موجودة في الشق المتعلق بـ"فرز" الحديد، الذي يعمل فيه آل صبح، بينما الشقّ المتعلق بكبارة هو تفريغ البواخر، في حين أن العمال اللبنانيين يتواجدون في أقسام أخرى، لا سيما الخشب والملح.

وتشير هذه المصادر إلى أن المرفأ من المفترض أن يستمر في العمل، وبالتالي لا يمكن أن يتوقف لأن هناك من يرفع الصوت ضد العمالة الأجنبية، في حين يؤكد نقيب عمال المرفأ أنه لدى حضوره، في ساعات الصباح، يجد أن هناك 50 عاملاً سورياً و15 عاملاً لبنانياً يريدون العمل، مع العلم أن اللبناني، في حال لم يعجبه العمل، يغادر، ويؤكد أن هؤلاء يعملون بشكل يومي.