يعترف كل من جانبي "العقدة" المسيحية ​التيار الوطني الحر​ و​القوات اللبنانية​ ان العلاقة ليست سوية بين الطرفين وان الاجواء عادت في الايام الاخيرة الى فترة العام 2007 و2008 اي في عز الانقسام والاعتصام ضد حكومة الرئيس ​فؤاد السنيورة​ في رياض الصلح حيث كانت حملات التخوين والاتهامات الى حد "العمالة" سيدة الموقف. ففي اليومين الماضيين بلغت الامور مناحي خطيرة انذرت بضرورة وقف التصعيد والاتهامات والشتائم بين المناصرين والحزبيين على مواقع التواصل الاجتماعي الامر الذي جعل الشارع يغلي بين الطرفين حيث بلغت الاستفزازات مرحلة خطيرة في بعض المناطق. اما من حيث الخطاب السياسي شكلت تصريحات رئيس التيار ​جبران باسيل​ المتعددة واخرها الخميس في الحلقة المتلفزة وصولاً الى رد النائب ​ستريدا جعجع​ عليه الجمعة ومن ثم رفع باسيل "الدوز" على "الدوز" لنائبة بشري السبت في ​ذكرى 13 تشرين​ الاول مادة دسمة لخطاب "تخويني" وفيه سيل من الاتهامات وفتح للماضي و"نبش" قبور الخلافات بين الطرفين واجهاض كل محاولة ممكنة لانعاش "اتفاق معراب" "الميت سريرياً" وفق تأكيدات الجانبين بالاضافة الى ان ​المصالحة المسيحية​ التي نتجت عن هذا التفاهم اصبحت في خطر منذ "السبت المشؤوم".

وتقول اوساط بارزة في القوات اننا لا نتحمل مسؤولية هذا التصعيد ونحن كنا مبادرين الى التهدئة حيث اوعز "الحكيم" الجمعة للحزبيين والمناصرين بضرورة التهدئة وعدم الانجرار الى الاستفزازات في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم عممنا حزبياً صباح السبت بضرورة عدم الرد على التيار ومناصريه الكترونياً وافتراضياً وعبر تويتر ونشرنا هاشتاغ "إن عدتم لن نعود" رداً على هاشتاغ التيار عن "العمالة والغدر" بحقنا.

وتشير الاوساط الى وجود اتصالات بين الطرفين لضبط المناصرين والحزبيين ولخفض سقف الخطاب السياسي وقد تثمر تهدئة في كل الاتجاهات افساحاً في المجال امام ولادة الحكومة ولقاء الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ برئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ في بعبدا خلال 48 ساعة كما علمنا رغم اننا لم نتبلغ بأجواء "كبيرة" توحي بالتأليف هذا الاسبوع واسقاط الاسماء على الحقائب.

بدورها تؤكد اوساط التيار ان التصعيد متبادل وان كلام الوزير باسيل هو رد على تناوله من القوات ونوابها ورئيسها طيلة الايام الماضية وما قيل قد قيل، ولكن هناك توجهاً لخفض سقف التوتر في انتظار لقاء الحريري وعون المرتقب خلال ساعات وما نعرفه ان الاجواء ليست "مقفلة" او "سلبية" الى حد الجزم بعدم التأليف. وتقول الاوساط ان ابرز نقاط الخلاف بين التيار والقوات هو ملف ​تشكيل الحكومة​ وتعطيلها من قبل جعجع والذي يصر على نبش العقد والصعوبات امام الحكومة والحريري كلما طرحت حلول او سجلت ايجابيات الامر الذي يوحي بخطة ممنهجة لاسقاط الحكومة الجديدة والالتفاف على ​الانتخابات النيابية​ وتفشيل العهد. فعندما تؤلف الحكومة نعتقد ان السلبية ستنحصر بين القوات والتيار وستعود الامور الى المؤسسات وعلى طاولة الحكومة.

وتؤكد اوساط التيار ان الاتصالات لم تنقطع في الساعات الماضية بين مختلف الافرقاء وهناك عمل على حلحلة بعض العقد التي استجدت اخيراً وخصوصاً في ملف الحقائب ونوعيتها وتوزيعها.