نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، مقالا بعنوان "أردوغان يشم الضعف في الاتفاق الأميركي السعودي"، مشيرة الى أن "الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​، سيستخدم اختفاء الصحافي السعودي ​جمال خاشقجي​ لتعزيز نفوذه الجيوسياسي".

وكشفت الصحيفة أن "​المملكة العربية السعودية​ على وشك إطلاق نصف الحقيقة على العالم، وهي أن خاشقجي قد قُتل عن طريق الخطأ في محاولة لإقناعه بالعودة إلى وطنه"، مشيرة الى أن "​تركيا​ تدرك أن هذه ليست القصة بأكملها وتواجه الآن معضلة، سواء لمتابعة تحقيق كامل في جريمة ارتكبت على أراضيها أو اعتبارها جائزة استراتيجية".

ولفتت الى أن "كل جريمة قتل تحتاج إلى جسد، وكل فرقة ضرب تحتاج إلى سلسلة من القادة ووراء كل عمل من أعمال ​العنف​ السياسي يجب أن يكون هناك حساب سياسي"، موضحة أن "أحد كبار المسؤولين الذين رأوا بعض الأدلة التي تم جمعها بالفعل يعلم أنه كل ما حدث لم يكن عارضا والذكاء النقدي يأتي من الاتصالات التي تم اعتراضها في تركيا".

ونقلت الصحيفة عن هذا المسؤول قوله: "عندما وصلت الطائرتان، واحدة من مصر، وواحد من ​الرياض​، استخدم الركاب الهواتف المشفرة للتحدث مع بعضهم البعض ومناقشة ما كانوا يأتون من أجله، وعندما غادروا مبنى القنصلية، قام الزوار السعوديون بإزالة لقطات قناة CCTV، مشيرا الى أنه "طوال العملية بأكملها، حاول السعوديون شراء الوقت. أولاً ، طالبوا بقائمة من الأشخاص والمواد التي أردنا فحصها. توقفوا عندما اكتشفوا أن الأتراك أرادوا فحص المركبات في أسطول القنصلية"، كاشفا أن "أحد الأسباب التي أدت الى تغيير جذري في الأحداث، هو أنه فرق الطب الشرعي عندما دخلت مبنى القنصلية يوم أمس وجدت بقعا من الجدران المطلية حديثا".

ورأت الصحيفة أن "الفرضية الساخرة هي أن أردوغان، سيضع قريباً قيوداً على التحقيق، ولن يسمح له بأن يورط ولي العهد السعودي ​محمد بن سلمان​. وذلك سيكون متوافقاً مع سعي أردوغان لخلق نفوذ جيوسياسي لتركيا من أجل الحفاظ على السيطرة على التحقيق، لتشجيع جمع الأدلة، لكن دون استخلاص أي استنتاجات حول من قام بسحب الخيوط"، لافتة الى أن "سماح أردوغان للسعوديين بأن يصبحوا جزءا من فريق مشترك هو محاولة لتستر، ولأن السعودجية هي المشتبه به الأول، كان الأجدى على تركيا أن تطلب المساعدة الدولية من أماكن أخرى".

وأضافت: "يبدو أن أردوغان يريد أن يقدم نفسه مرة أخرى كحليفٍ موثوقٍ لحلف ​الناتو​، أما بالنسبة لمحمد بن سلمان، فبإمكانه أن يكافئ تركيا ببعض المساعدة التي تشتد الحاجة إليها في دعم ​الاقتصاد​ إذا اشتركت تركيا في خيوط "الموت المفاجئ". وسيشعر حلف "الناتو" بالإرتياح، وستظل الجبهة ضد ​إيران​ سليمة، وستضمن إمدادات ​النفط​ السعودية".