حفلت الايام الاربعة الماضية بكثير من التحليلات والتأويلات حول "جرس خفي" رن فجأة في قصر بعبدا وفي بيت الوسط وحرك فجأة الاجواء الراكدة في ملف التأليف ونزل "الوحي" على كل المعنيين وبات الجميع دفعة واحدة "راكضين" نحو التسريع وفكفكة العقد. واوحت بعض الجهات المحسوبة على تيار المستقبل والقوات وقوى 14 آذار ان هذا "الجرس" ما هو الا حزب الله الذي دخل على "خط" التأليف وركبت سيناريوهات للقاءات جرت بين مسؤولين من الحزب وقيادات في التيار كما ذهبت الى حد الجزم بوجود اتصالت هاتفية بين حارة حريك والقصر الجمهوري. وفي التدقيق الذي جرى بين حزب الله وحلفائه في تحالف 8 آذار أكد حزب الله لسائليه انه لم يكن له اية "اتصالات خاصة" او تدخلات مباشرة في ملف التأليف، فموقف حزب الله المعلن هو التسريع في تشكيل الحكومة لوجود استحقاقات هامة على البلد وخصوصاً اجتماعية واقتصادية وهو موقف عبر عنه مراراً كل مسؤولي حزب الله ولا سيما امينه العام السيد حسن نصرالله.

في المقابل تؤكد اوساط 8 آذار ومتابعة لملف التشكيل ان الامور "ماشية" نحو تأليف آواخر الاسبوع وقد يشهد مطلع الاسبوع المقبل اعلان الولادة بالتزامن مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري الاحد المقبل الى بيروت من جنيف. وتشير الى ان كل ما يجري هو تفاوض في "المربع" الاخير او ما يسمى بالربع الساعة الاخير ويتبقى هناك "مطالب صغيرة" يجري العمل على مناقشتها بين القوات والتيار والمردة والرئيس المكلف سعد الحريري وهي محصورة في حقائب الاشغال والعدل والتربية والشؤون الاجتماعية.

وتشير الاوساط الى ان الثنائي الشيعي مرن في التعاطي الحكومي ومستعد للتسهيل كما ابلغ الوزير علي حسن خليل الرئيس المكلف وخصوصاً في بعض الحقائب كالزراعة والشؤون الاجتماعية والعمل. وقد تردد في اجواء المشاورات ان لدى الثنائي الشيعي رغبة في تولي الزراعة والشؤون الاجتماعية لامرين هامين: الاول تسهيل التعاطي مع الدولة السورية في ملف الزراعة وتصدير الانتاج اللبناني وكذلك التنسيق في ملف النازحين ويعتبر الثنائي الشيعي ان علاقته الجيدة بالدولة السورية تساهم في حلحلة القضايا العالقة بين البلدين ورغم كل ما تقدم تؤكد اوساط 8 آذار ان الامور قابلة للحلحلة اذا ما توقفت الامور على حقيبة ما لن نتشدد ولم نكن يوماً الا مسهلين للتأليف وللرئيس بري والسيد نصرالله اياد بيضاء في التأليف واسالوا الرئيسين عون والحريري. وتؤكد الاوساط ان وجود الرئيس عون وفي ظل علاقته الجيدة بالرئيس السوري بشار الاسد ومع تكليفه اللواء عباس ابراهيم التواصل مع الجانب السوري بشكل رسمي لا خوف على العلاقة بين البلدين وهي في ايد امينة.

وتشير الاوساط الى ما يتردد في القنوات الرسمية والدبلوماسية ان "الحشوة الدافعة" لعملية التسريع في التأليف هي فرنسية ونجحت جهود الرئيس ايمانويل ماكرون ومع "تطور" ازمة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول ومع تقدم التحقيقات في القضية، في احتواء مفاعيل التدخل السعودي في وضع فيتو على التأليف فهذا الانشغال السعودي ساهم في تحرير الحريري من الضغوط واعطاه دفعاً مع رئيس الجمهورية للمضي قدماً في التـأليف والرجلان صاحبا مصلحة في التأليف وهذه المصلحة وطنية وتخدم موقعي الرجلين دستورياً وسياسياً وفي ظل عدم ممانعة اميركية والتي ترجمت في فتح معبري نصيب والقنيطرة وخصوصاً ان الاجندتان الاميركية والسعودية متباعدتان في سوريا ولبنان والمنطقة في الرؤية والاهداف، كما ان فريقنا السياسي هو اول المسهلين وهو قدم كل ما عنده من تسهيلات لكنه لا يمون وخصوصاً حزب الله على النائب السابق وليد جنبلاط ولا على القوات لحل العقدتين الدرزية والمسيحية فعندما رُفع الفيتو السعودي قبِل جنبلاط بوزيرين حزبيين واخر "وسطي" بينما نزلت مطالب القوات والدكتور سمير جعجع من 5 وزراء وحقيبة سيادية الى 4: ثلاثة حقائب ونائب رئيس حكومة ووزير دولة فما حصل تسوية بين الجميع لا غالب ولا مغلوب نصف انتصار والكل راض!