أقام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ​يوحنا العاشر​ يازجي والبطريرك ايريناوس صلاة الشكر في كنيسة الصعود في المقر البطريركي التاريخي للكنيسة الصربية الارثوذكسية، في حضور رئيسة الدير في المقر البطريركي الأم خريتينا والأخوات الراهبات والرهبان وجمهور كبير من المؤمنين.

بعد ​الصلاة​، ألقى البطريرك إيريناوس كلمة رحب فيها بالبطريرك يازجي "على أرض ​كوسوفو​ وتحديدا في هذا الدير التاريخي العامر بالأحداث التاريخية والقداسة"، موضحا أن "البطريرك يوحنا هو أول بطريرك غير صربي يعتلي عرش هذا المقر التاريخي وهذا دليل على مكانة غبطته الكبيرة في الكنيسة الصربية الارثوذكسية"، متحدثا "عن تاريخ المقر والاضطهادات والمراحل التاريخية التي مر بها".

ورد البطريرك يوحنا العاشر بكلمة طغت عليها لغة التأثر قائلا: "إنني لا أجد في أعماق قلبي كلمات تعبر عن مشاعرنا في هذا اليوم التاريخي الذي جعلني أشعر بتأثر وانسحاق قلبي كبيرين. فماذا أقول وأرى نفسي أنا غير المستحق أن أقف على عرش البطريرك الصربي الذي اعتلاه البطاركة الصربيون على مر الزمن. فهذا يؤثر فينا وأصحاب السيادة وسائر أعضاء الوفد الذين يرافقونني في هذه الزيارة السلامية إلى كنيستكم المقدسة والعامرة بالقيم و​المحبة​ والسلام".

أضاف: "كنيستكم يا صاحب القداسة هي كنيسة الثبات والبقاء والشهادة، بحيث يتكلمون في العالم وفي صروح ​الأمم المتحدة​ عن حقوق الإنسان وعندما نتواجد في مثل هذا المكان المقدس نسأل العالم أجمع: أين هي تلك الحقوق؟ إن أصحاب القرار في العالم يا صاحب القداسة يكيلون بمكيالين ولكن الشعب الذي يؤمن أنه على حق يتجذر بأرضه ويتمسك بها حتى الدم. وهذا ما يذكرنا بقول السيد: "إن الله في وسطنا والكنيسة لا تتزعزع. كأنني في هذه اللحظات في كنيسة أنطاكية وأعني هنا مدينة أنطاكية بالذات بحيث يذكرنا هذا المكان بالعرش التاريخي المسيحي في مدينة أنطاكية".

ولفت الى أن كنيسة أنطاكية و​صربيا​ هي كنيسة عامود الحق المنتصر في هذا العالم، هي كنيسة الشهداء وتاريخ الآباء والأجداد الذين قدموا حياتهم من أجل إيمانهم الأرثوذكسي"، متوجها إلى الشعب الصربي بالقول:"إبقوا واثبتوا في هذه الأرض ولا تخافوا، فلتكن زيارتنا ومعانقتنا لكنيستكم هي بمثابة صرخة حق وسلام ودليل محبة صادقة تربط بين الكنيستين الأنطاكية والصربية".