أكد الامين العام لـ"​حزب الله​" السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال الإحتفال باليوبيل الفضي لمدارس "المهدي" انه بالنسبة لتشكيل الحكومة هناك شقين، شق له علاقة بالشكل وآخر له علاقة بالمضمون. بالشكل الذي يتم التكلم عنه، هناك مغالطات حول تشكيل الحكومة والاندفاع الايجابي، على سبيل المثال الربط بين لبنان والعراق وأن هناك تفاهم أميركي ايراني، الذي حصل بالعراق لم يكن تفاهما أميركيا ايرانيا بل هو ارادة العراقيين الوطنيين الحقيقيين وفشل للسياسية الاميركية في العراق".

ولفت نصر الله الى أن "ايران لا تتدخل في الشأن الحكومي اللبناني لا من قريب ولا من بعيد. ومما قيل أيضا أن الوصاية الايرانية أذنت بتشكيل الحكومة وأن الدليل هو أنني جلست مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وبلغت بضرورة تشكيل الحكومة وتقديم تنازلات قبل بدء العقوبات الاميركية على ايران"، مشدداً على ان "هذا اللقاء لم يحصل ولا هذا الكلام ولا ونحن من نملي على "التيار الوطني" ولا على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ولا على القوى السياسية، فتشكيل الحكومة شأن لبناني".

ولفت نصر الله الى "أننا لا نتدخل بالتشكيل وتوزيع الحقائب والحصص، فهذا النقاش بشكل أساسي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، نحن نعبر عن رأينا ولكن الملف ليس لدينا".

ومن جهة أخرى، أشار الى أنه "اذا أتينا الى المضمون واذا افترضنا أن هناك اذن خارجي بتشكيل الحكومة، فلا معلومات لدي لأن هناك معلومات متناقضة. طبعا فريقنا لا أحد يقول لنا لا تشكلوا الحكومة، من يقول لا للتشكيل إما الأميركي أو السعوجي والمعلومات متناقضة، لذلك لا أستطيع أن أجزم أن المانع من تشكيل الحكومة خارجي أو ليس خارجيا، ولكن الواضح هو التعقيد الداخلي. كالتكلم عن الاحجام والحقوق".

وأكد نصر الله أنه "من الواضح أن هناك تفاؤل كبير وايجابيات مهمة وتقدم مهم حصل على مستوى تشكيل الحكومة، ولكن لا ننصح أحدا أن يضع مهلا زمنية، لأن هناك أمورا ما زالت عالقة".

وشدد على "اننا لن ننجر الى سجالات لأنني لا أريد أن أحرج أحدا، نحن نريد أن نأكل العنب وليس أن نقتل الناطور، ولا يجوز أن يكون تشكيل الحكومة معركة "تكسير رأس" وتصفية حسابات وفرض أحجام على حساب البلد"، مؤكداً أن "الامور ذهبت الى جدية عالية وجيمعا نواكب، المطلوب من الجميع أن يتعاون ويتواضع".

وتعليقا على قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، لفت السيد نصر الله الى أنه "قد بات شبه محسوما ان خطف وعذب وقتل وقطّع بالمنشار في القنصلية، ومنذ بداية هذا الحدث ورغم الصراع في المنطقة الذي يقوده المحور الاميركي السعودي، ورغم ألمنا الكبير جدا حاولنا ان نبقى في موقع المراقب رغم انها حادثة يمكن الاستفادة منها"، مشيراً الى أنه "من الواضح ان هذا الحدث يكبر وادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب محشورة جدا والحكام السعوديون بوضع لا يحسدون عليه وهناك مناخ باتجاه عقوبات ومقاطعة دبلوماسية والاهم هو تداعيات هذا الملف والكلام عن عناصر مارقة لا يمكن ان يمر".

وتوجه الى حكام السعودية مؤكداً أنه "اليوم هو الوقت المناسب لاتخاذ موقف جريء وشجاع لوقف الحرب على اليمن، ووقف اطلاق النار على كل الجبات والاذن لليمنيين للذهاب الى الحل السياسي والمصالحة الوطنية"، معتبراً أن "الغطاء الدولي والعالمي لحربهم على اليمن بدأ ينهار خصوصا بعد هذه الحادثة، وصورة السعودية في العالم في وضع لم يسبق له مثيل من السوء منذ مئة سنة".

ومن جهة اخرى، لفت الى أنه "لا شك اننا أمام جهود وتضحيات كبيرة جدا حصلت منذ انطلاقة مدارس المهدي وانا اذكر البدايات، وعندما نتحدث عن العمل والجهد وعن الناتج والانجاز أقول انه حصيلة جهود الجميع، فلا يجوز ان نختصر انجازات جماعة كبيرة بشخض واحد، هذه ثمار جهودكم أجمعين كتفا بكتف ويدا بيد، ولا بد ان يحضرنا الذكرى الطبية لأخ عزيز ومعلم عظيم كان منذ بدايات مسيرة هذه المؤسسة كان مؤسسا وأبا وأخا كبيرا وفي الحقيقة بذل في سبيل هذه المؤسسة خلاصة عمره هو الشيخ مصطفي قصير الذي أنفق بقية عمره في هذه المؤسسة".

ولفت السيد نصر الله الى أنه "بعد 25 عاما نحن امام تطور نوعي كبير في عمل المؤسسة الاسلامية وعلى كل الصعد التي يمكن ان نتحدث عنها سواء على مستوى الرؤيا الفكرية التي تستند إليها وضوح الطريق والاهداف وهذا أمر مهم، أم على مستوى الرؤيا والكادر البشري وتطور هذا الكادر ومستوى المناهج وتطورها مع الظروف الصعبة التي ممرنا بها سواء كانت أمنية أو سياسية، مع ذلك هذا العدد من المنشآت هو عدد كبير".

وشدد على "انني أؤمن بهذه المؤسسة وأراهن عليها وعلى دورها وموقعها في هذه المسيرة وأفتخر بانجازاتها ونجاحاتها، وبهمتكم تصنع الانجازات والانتصارات، ومن الواضح أيضا ان الجهد الذي تم هو جهد كبير".

وأكد نصر الله "أننا أفضل من أي زمن مضى وسنكون كذلك رغم كل الصعاب"، مشيراً الى "أنني تطلع إلى المزيد من التطور النوعي والكمي على كل صعيد، وهذه المؤسسة تسير إلى الامام وسنمضي إلى مزيد من التطور رغم العقوبات والرهانات المتنوعة عن انه سنذهب إلى ظروف صعبة، فنحن منذ ولدنا نعيش ظروفا صعبة وقاسية، إلا انني أقول لكم انه نحن أفضل من أي زمن مضى وسنكون كذلك رغم كل الصعوبات التي تحيط بنا. وضعنا بألف خير وسيبقى بألف خير، وسنمضي إلى الامام وهذا الامر يجب ان ينعكس على كل المؤسسات".

ورأى أن "التواصل في القطاع التربوي يمكن ان يشكل نوعا من الحصانة الوطنية والاجتماعية بالرغم من وجود خلافات سياسية، مهما كان الصراع السياسي في البلد يجب ان لا يؤدي إلى انقسامات حادة على المستوي الاجتماعي".

وأكد أنه "من الواضح ان هناك جهدا مميزا في مجال التربية، الأولوية يجب ان تكون للتربية ثم للتعليم وهذا في نهجنا وديننا"، مشيراً الى أن "العلم لوحده هو سلاح ذو حدين كالمال والسلاح والصاروخ الذي يمكن ان يستخدم للعدوان على الناس كما حصل في فلسطين ويمكن ان يستخدم للدفاع عن الناس هذا السلاح يمكن ان يأخذ عنوان الخير وعنوان الشر حسب نية الاستخدام. العلم اليوم قد يستخدم في خدمة الانسانية أو القضاء على الانسانية، أميركا واسرائيل يستخدمان العلم والتطور التكنولوجي لذل الشعوب".

ودعا المؤسسات التربوية إلى "التنافس ليس بالحاصل العلمي والشهادات، بل إلى التنافس على تخريج أشخاصا متواضعين ومؤمنين وليس أنانيين، فليس بالجامعات تبنى شخصية الانسان بل بين أيديكم في الروضة والمدارس. كما تنافس على تقديم عدد متفوقين أكثر يجب ان نتنافس على تخريج عدد أوادم أكثر".

ومن جهة اخرى، اعتبر أن "صورة التوحش والتقطيع التي ظهرت خلال السنوات الماضية لا تشبه الاسلام، هذا الامر لا دخل له بالاسلام وحتى لو كان يقول االمجرم ان محمد هو رسوال الله، المسؤول عن هذا الأمر هو دفع المليارات من اجل ارضاء أميركا واسرائيل"، مؤكداً أن "مسؤوليتنا ليست فقط في صنع الاسلام انما في الدفاع عن الاديان لا سيما الاسلام الذي يتم استهدافه اليوم"، معتبراً ان "كل شخص معني بأن يدافع عن الاسلام لأن المعركة اليوم هي معركة رأي عام تمارس فيها حربا نفسية".

ولفت الى أن "الموقف الحاسم الذي أعلنته الفصائل الفلسطينية في غزة هو عدم التراجع والاستعداد للمواجهة والتحدي، الفلسطنيون في غزة ليس لديهم أي خيار آخر سوى الوقوف والصمود واسرائيل تضعهم أمام خيارين اما القتال أو الموت جوعا والفلسطينيون يرفضون الموت جوعا، ويمكنهم كسر الحصار عنهم وفرض شروطهم"، معتبراً ان "ما يجري في الايام المقبلة مهم جدا لقطاع غزة وللمنطقة".