أكد عضو "​كتلة المستقبل​" النائب ​محمد الحجار​، في كلمة له خلال مشاكرته في لقاء حواري نظمته منسقية جبل لبنان الجنوبي في "تيار المستقبل" في قاعة المنسقية في كترمايا، ان "تشكيل الحكومة هو اليوم الشغل الشاغل لدى الجميع".

واعتبر الحجار ان "الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الذي يعاني منه الوطن والمواطن يتفاقم مع غياب حكومة مكتملة الصلاحيات"، واستعرض "لما قام ويقوم به الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ الذي حاز على ثقة 111 نائبا سموه رئيسا مكلفا".

وذكر انه "وضع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منذ اليوم الاول لتكليفه خارطة طريق لاخراج البلد والدولة واللبنانيين جميعا من النفق المظلم الذي يعيشون فيه، محاولا شق مسار لكي نصل الى بر الامان"، لافتاً الى ان "هذه الخريطة تتكون من خمسة بنود أو نقاط هي، منذ اليوم الاول لتكليفه تأليف الحكومة قال الرئيس الحريري انه سيعمل على تأليف حكومة وفاق وطني، حكومة فيها كل المكونات الاساسية الوازنة في البلد تفرضها طبيعة المرحلة وطبيعة التحديات المفروضة على البلد داخليا وخارجيا، وأن تكون هذه الحكومة عبارة عن فريق عمل وزاري منتج يبتعد عن المناكفات والسجالات، فريق منسجم يستطيع اتخاذ القرارات المطلوبة التي قد تكون في بعض الاحيان موجعة ومفصلية، لكي تستطيع مواجهة مشاكل البلد، وبالتالي ليتحمل الجميع مسؤولية هذه القرارات على طاولة واحدة هي طاولة ​مجلس الوزراء​".

كما نوه الى "انه لفت الى التمسك بمقتضيات التسوية السياسية التي انتجت العماد ​ميشال عون​ رئيسا للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيسا لمجلس الوزراء، واكد "أن مضمون وهدف هذه التسوية قائم على حماية الدولة ومنعها من الانهيار الذي كاد ان يحصل مع فراغ رئاسي لاكثر من سنتين ونصف السنة، والتشديد على "اهمية مؤتمر "سيدر" الذي وضع ​المجتمع الدولي​ فيه وخصوصا فرنسا شبكة الخلاص الوحيدة للبنان، المؤتمر الذي أجمعت فيه منظمات وهيئات اساسية من العالم على مساعدة لبنان ضمن مستلزمات واصلاحات مطلوبة منا في محاولة لمنع انهيار الاقتصاد الشبه منهار اساسا، وعليه يجب ان يكون هناك حكومة لكي تنفذ مستلزمات هذا المؤتمر".

ولفت الحجار الى "ضرورة التضامن والتكاتف فيما بيننا كلبنانيين في مواجهة العدو الاسرائيلي المتربص بنا، والذي يتحين الفرص للانقضاض علينا، وذلك لا يكون الا تحت سقف الدولة ومؤسساتها الدستورية والشرعية، بعيدا عن اي سلوك شعبوي قد يلجأ اليه هذا الطرف او ذاك، بالاضافة الى التمسك بموضوع النأي بالنفس عن الصراعات الاقليمية والتي قد ترتد سلبا على لبنان اذا انحاز او تدخل فيهاط.

وشدد على ان "الطريق الأوحد لكل ما ذكر هو في الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني، وبالتالي فان الإسراع في تأليف الحكومة هو السبيل الاوحد"، ذاكراً ان "الحريري عندما التقى كل ​الكتل النيابية​ وتواصل مع كل الافرقاء السياسيين ابدى مرونة كبيرة وهدوءا في التعاطي وسلك طريق الحوار مع الجميع حتى مع بعض من كان يحاول ان يرفع اسقف مطالبه وطموحاته، مع ثباته على موقفه الاساسي وتمسكه بصلاحياته التي نص عليها الدستور و​اتفاق الطائف​، والتي لم ولن يسمح لاحد ان يمس بها".

وتابع بالقول انه "لقد شهد مسار التأليف سقوفا مرتفعة جدا، سببها إعتقاد كل فريق سياسي انه وحده ربح ​الانتخابات النيابية​ الاخيرة، وبالتالي يريد ان يكبر حجمه ضمن الحكومة العتيدة في محاولة منه للامساك بحسب اعتقاده بالقرار الحكومي. لقد إستمع الحريري للجميع وحاورهم، لكنه أصر على تشكيل صيغة متوازنة يتقدم بها البلد، صيغة ليس فيها من منتصر ومن مهزوم، بل صيغة وفاق تقتضيه مصلحة الوطن".

واشار الى ان "هناك مؤشرات ايجابية نأمل في ان تتعزز وتتثبت"، معتبرا "ان الإصرار والثبات التي يعمل بها الحريري في فكفكة العقد تؤتي ثمارها ونأمل أن تنتج حكومة بوقت قريب، حكومة ترضي اللبنانيين جميعا"، نافيا "الكلام عن اي تدخل خارجي في تشكيل الحكومة"، مشددا على أن "الكلام الفرنسي عن ضرورة تأليف الحكومة نعلمه ونردده منذ وقت طويل لأن البلد لم يعد يحتمل ولم يعد هناك وقت للتلهي والترف، لأن الدول التي أعربت عن رغبتها في دعم إقتصادنا في ​مؤتمر سيدر​، أعلنت أن إلتزامها محدود زمنيا ومرتبط بإصلاحات ومشاريع وإلا فنحن نضيع الفرص من أيادينا لأن هذه الدول وهذه المنظمات لا تعنيها الحقائب والأحجام الوزارية".