أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب ​هادي حبيش​ أن "ما تشهدونه اليوم من عرقلة للمسارات الدستورية ابتداء من الفراغ الذي وقعنا فيه قبل انتخاب رئيس للجمهورية ومن الفراغ الذي نحن فيه الان من تشكيل للحكومة الحالية، يدعونا اليوم كطوائف ومذاهب الى اعادة التبصر بوضعنا كلبنانيين، فحقوق الشعب اللبناني بالعيش الكريم في بلده هو الهدف الاسمى الذي يجب ان نسعى اليه جميعا، فمؤسساتنا الدستورية تتعطل تحت شعار حقوق الطوائف والمذاهب فيما الشعب اللبناني من كل طوائفه ومذاهبه يهاجر من لبنان فاقدا امله من هذا البلد".

وفي كلمة له خلال لقاء جامع اقيم في قاعة مطعم "كان زمان" في منطقة جبل اكروم، بعنوان "الوحدة الوطنية والعيش المشترك"، بدعوة من الدكتور عادل الادرع وشقيقه محمد، دعا حبيش "من عكار، عكار العيش الواحد، عكار النموذج والمثل الذي نعطيه للبنان وللعالم، ندعوكم الى نظرة مستقبلية حقيقية لاعادة اصلاح ما افسد ولايجاد حلول لازماتنا الدستورية تراعي هواجس طوائفنا ومذاهبنا ولكن الاهم ان تراعي هواجس المواطن اللبناني لكي نبني لاجيالنا وطنا يفتخرون به".

ومن جهة اخرى، أشار الى أنه "يستذكرني وأنا أقف على منبر التعايش الاسلامي المسيحي، قول للامام المغيب موسى الصدر قال في التعايش الاسلامي المسيحي: "ان التعايش ليس ملكا للبنانيين لكنه أمانة في يد اللبنانيين ومسؤوليتهم وواجبهم وليس حقهم فحسب"، ويلاقيه في هذا التوجه قول للبابا القديس يوحنا بولس الثاني فيما خص لبنان ورسالته يختصر بما يلي: "ان لبنان هو اكثر من وطن واكثر من بلد انه رسالة في العيش المشترك السوي بين المسلمين والمسيحيين ورسالة للغرب الاوروبي والاميركي وللشرق العربي والاسلامي فلبنان رسالة عالمية ورسالة للتسامح والمحبة. يلتقي مع هذا الكلام قول لسماحة المفتي حسن خالد حين قال: أن "لبنان بلد التلاقي الروحي لا الابتزاز الديني، وان التدين ممارسة صادقة لحقيقة الدين وانفتاح مطلق على الانسانية بأسرها".

وشدد على أن "هذا هو لبنان، لبنان الامام المغيب موسى الصدر، لبنان المفتي حسن خالد، لبنان البطريرك حويك، لبنان بشارة الخوري ورياض الصلح وصبري حمادة، لبنان كمال جنبلاط ومجيد ارسلان، فلبنان بحكم ميثاقه الوطني، يجعل العيش المشترك أساسا لنظامه السياسي، ويجسده في المشاركة، المتوازية والمتوازنة بين مكوناته الإسلامية والمسيحية، في الحكم والإدارة. ويقر أنظمة الأحوال الشخصية الخاصة بكل طائفة من طوائفه، فيأتي بالنتيجة نظامه السياسي ديمقراطيا، قائما على الحوار الوطني والوفاق، وعلى إقرار جميع الحريات المدنية العامة، هذا ما تركه لنا المؤسسون، وعلينا امانة حفظ هذه الرسالة كل من موقعه، سياسيين وروحيين ومفكرين ومواطنين، فحماية هذه الرسالة وصونها هو حماية لوطننا، وفي الوقت ذاته رسالة لمن يريد ان يبعدنا عن قيمنا الروحية ومعتقداتنا الدينية، في الوقت الذي نرى ان هذه الاديان كانت مشعل نور وتلاق ومحبة وانفتاح".

ولفت حبيش الى أنه "لا بد من لفت الانتباه الى ان بعض السياسات القذرة تعنون صراعات الشعوب تحت مسميات مختلفة، فتارة الصراع يأخذ طابعا طائفيا وتارة اخرى مذهبيا واحيانا قوميا واحيانا اخرى حدوديا وقرويا وعائليا. كل هذه الصراعات تكون في اساسها خدمة لمصالح معينة بعيدة عن العنوان الذي اطلق من اجلها. لذلك علينا كشعوب ان نتنبه لكل اشكال نتعرض له وان لا ننجر وراء غرائز لا تؤدي بنا الا الى الهلاك. الرسالات السماوية اعترفت وتعترف بالاخر، حاورت الاخر، واجهت افات المجتمع بالكلمة والتوعية واذا ما نظرنا الى جوهر تلك الرسالات فهي اتت لاجل صالح الانسان وليس للقضاء عليه. لذلك علينا ان نعود جميعا الى جوهر رسالاتنا السماوية، وان لا ننجر عن ارادة او دون ارادة، عن معرفة او دون معرفة، الى ما يخططه لنا اعداؤنا".