أكد مدير التعليم العالي احمد الجمال خلال تمثيله وزير التربية ​مروان حمادة​ بندوة حول دور مؤسسات التعليم والبحث العلمي في قضايا الامن الغذائي العربي" أن " الامن الغذائي العربي عنوان كبير جدا وبالغ الاهمية، وربما يكون اهم من الامن بكل انواعه الدفاعية والوقائية والداخلية والخارجية، على اعتبار ان الاغذية التي يستهلكها المواطن في بلداننا العربية تخضع في جزء منها للرقابة او الفحوص المخبرية، لكن جزءا كبيرا من هذه الاغذية يصل الى الناس من دون أي رقابة او اختبار، وابرز هذه الاغذية ​المياه​ الصالحة للشرب والمياه المعدة للاستعمال المنزلي والمياه الصالحة للري، وصولا الى الخضار والبقول واللحوم والزيوت والفاكهة وغيرها الكثير من الاغذية المصنعة والمواد المسرطنة المضافة، والسبحة طويلة".

واشار الجمال الى ان "السؤال الذي يطرحه المجتمعون في هذه الندوة الدولية، ما هو دور مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في قضايا الامن الغذائي العربي؟ إن مؤسسات التعليم العالي هي حاضنات البحث العلمي في الاساس، وبالتالي فانها الجهات الناظمة للمعايير، وهي التي تنشر أبحاثها وتحدد مكامن الخطر وترفع الصوت وتنشر التقارير حول بحوثها، وهي المؤسسات التي تتمتع بالنزاهة والثقة، على اعتبار ان الجامعات لا تملك مصانع وليست من اصحاب المصالح لكي تتناول مادة معينة وتهمل اخرى، انما هي صاحبة الرأي العلمي النتيجة البحثية الدقيقة، ويمكن ان تشكل هذه المؤسسات الجهة الداعمة الى جانب المختبرات المركزية لكل دولة عربية تعنى بسلامة الغذاء والمياه والصناعات الغذائية التي تنتجها البلاد أو التي تستوردها لتلبية حاجات المواطنين".

وتابع:" في ظل الحروب والدمار والارباكات التي تسود العديد من البلدان العربية يصبح امن المواطن العربي في خطر، ولا يجوز ان يكون الامن الغذائي العربي مهملا او خارج أولويات السلطات. من هنا فإننا من هذه الندوة المتخصصة ندعو الجامعات الحكومية والخاص، الى التشبيك في ما بينها من خلال جامعة الدول العربية وتحت رعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والتعليم "الالكسو" ، وبالتعاون مع منظمة ​اليونيسكو​ ولجانها الوطنية ومكاتبها الاقليمية، من اجل السهر على الامن الغذائي العربي، وتوجيه ​الطلاب​ من الباحثين ​الشباب​ الذين يقومون بالابحاث بنيل شهادات الماستر والدكتوراه في الاغذية و​الزراعة​ والتصنيع وفي الطب وغيرها، الى إيجاد منصة عربية إلكترونية مفتوحة، تستقبل مواضيع البحوث الغذائية ونتائجها، وتنبه السلطات العربية الى سلامة المنتجات او الى مخاطرها".

وراى الجمال أن "المواطنين العرب في ​لبنان​ وفي ​سوريا​ و​العراق​ و​اليمن​ و​ليبيا​ و​الخليج​ وفي مصر و​السودان​ وفلسطين والمغرب العربي عانوا ويلات الحروب وبقايا السموم والغازات، ولا يزال العديد من اشقائنا العرب يعانون ازمات واوضاع شديدة القساوة ومجاعات متنقلة وحاجات ملحة الى المياه والغذاء، ولا يجوز حرمانهم من الحرية والغذاء الجيد في آن"، مضيفا:" اننا من منبر هذه الندوة الدولية ، ندعو الى فتح اختصاصات جامعية ومختبرات بحثية في مؤسسات التعليم العالي، تعنى بالاغذية وبسلامة ما يستهلكه المواطنون، ونعتبر بأن الجامعة التي لا تركز على البحوث هي جامعة للتدريس فقط ولا تضيف اي جديد الى العلم والحضارة وخدمة المجتمع.فالجامعات ايها السادة هي الجهات التي تنهض بالمجتمعات واذا تخلت عن هذا الدور تتخلى عن سبب وجودها. ولا بد في هذا الجو العلمي من التأكيد على ضرورة ضمان جودة التعليم العالي ليكون البحث في اولوية عمل المؤسسات".