اشار عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" ​طلال حاطوم​ إلى "أننا في الامس القريب استبشرنا خيرا وقلنا اننا قاب قوسين او أدنى من ان نزف لهذا الشعب ال​لبنان​ي ولادة حكومة وطنية وان طال مخاضها، لكي يرتاح المواطن بأن له حكومة في هذا الظرف الذي يعاد فيه رسم الخرائط السياسية والجغرافية في المنطقة على أسس أثنية ودينية وشعبوية نريد ان تبقى بعيدة عن وطننا"، مضيفا: "اعتبرنا أن من أولى علامات تحصين هذا الوطن ان ينعم بالاستقرار السياسي في خضم أتون ولهيب من حولنا، وذلك من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني أحدا وتشكل واحدا من عناصر القوة التي تمكن لبنان من اجتياز المرحلة بأقل قدر من الخسائر والاضرار، وحتى لا تكون التسويات التي تحاك من حولنا على حساب هذا الوطن، بل ان يكون قادرا على ان يؤمن نوعا من الجدار المانع لدخول العواصف الاتية من كل حدب وصوب".

وفي كلمة له خلال حفل تأبيني رأى حاطوم أن "المخاطر التي تتهدد هذا الوطن لا تقتصر على الواقع الاقتصادي المتردي الذي يئن منه جميع اللبنانيين دونما تفرقة بين طائفة او حزب او منطقة، ناهيك عن الاطماع الإسرائيلية في مياهنا وفي نفطنا وفي سمائنا وفي ثرواتنا وفي ما تسعى اليه دولة الكيان الإسرائيلي لكي تجعل من لبنان دولة معوقة اقتصاديا على رصيف التسوية المرسومة للمنطقة". وقال:"ليس فقط ما تواجه المنطقة من اعادة تشكيل لدولها تستوجب منا ان نحفظ استقرار لبنان على الاقل بداية، انطلاقا من تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لكل ألوان الطيف السياسي في لبنان، تشكل سدا منيعا في مواجهة ما يخطط في كل المنطقة"، مشيرا الى ان "البعض للاسف لا يرى إلا مصالحه ولا يسعى إلا الى تكبير حجمه ولا ينتهي الا الى ضرب بعض الاطراف بدون اي حس بمسؤولية وطنية تستوجبها اللحظة السياسية الراهنة. قلنا ونقول لكل الشركاء في الوطن تعالوا الى كلمة سواء فلندع كل المصالح الخاصة الضيقة التي لا تبني وطنا ولنشرح اسباب الازمة والمحنة التي نمر بها ونحاول ان نجد الحلول اللازمة التي تصون الوطن وتحميه. تعالوا لكي نتحمل المسؤولية الوطنية ونحن على مفترق طرق متعدد الاتجاهات، تعالوا لكي لا نراهن على اية متغيرات داخلية او اقليمية او خارجية بأنها قد تحسن من موقع طرف على حساب طرف اخر، بل ان نجعل من تحسين موقعنا جميعا بتكاتفنا وتضامننا وسعينا الى الوحدة الوطنية الحقة هي اولى العناوين من باب الحرص على لبنان، عندها لا يعود هناك من داع لان نختلف على مقعد وزاري هنا او مقعد نيابي هناك او على حصة في منطقة او لحجم لحزب او لطائفة".

واكد حاطوم أن "​الحكومة​ ليست عددا من المقاعد او الوزارات لحزب او لطرف او لتيار او لتنظيم او لحركة بل هي اداة السلطة التنفيذية من اجل اخراج الوطن من نفق ازماته المظلم. كفى خمسة اشهر من هدر الوقت والفرص وهذا الوطن في هذه اللحظة السياسية لا يتحمل المزيد من هدر الوقت واضاعة الفرص والدلع السياسي من اجل مقعد وزاري"، مضيفا:"لا تستأهل الوزارة ان نترك البلد بلا حكومة في ظل المتغيرات التي نراها في المنطقة، بل يستوجب الامر ان نجتمع وان نتفاهم وان نضع مسودة البيان الوزاري منذ الان حتى لا يشكل في المرحلة اللاحقة بابا من أبواب النقار والخلاف بين القوى السياسية".