تتقاطع اوساط ​التيار الوطني الحر​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ و​اللقاء الديمقراطي​ و​تيار المستقبل​ على ان زيارة الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ الى الرياض تصب في إطار تلبية دعوة رسمية وجهت الى الحريري للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي والاستثماري في الرياض.

وفي حين يؤكد عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل والمرشح الابرز لتولي احدى الوزارتين الاساسيتين للطائفة السنية وللمستقبل الاتصالات او الداخلية الدكتور ​مصطفى علوش​ لـ"الديار" ان الزيارة تصب في إطار المشاركة الرسمية في المؤتمر الاقتصادي وهي لساعات عدة وليست مرتبطة بالحكومة او تطوراتها المتسارعة. ويؤكد علوش ان لا تعليق من تيار المستقبل على المعلومات التي ترددت عن تأكيدات عربية وغربية وسعودية بوقوف رئيس ​الديوان الملكي السعودي​ المقال سعود القحطاني وراء احتجاز الرئيس الحريري واجباره على الاستقالة العام الماضي. ويشير الى ان الرئيس الحريري يمتنع حتى اللحظة عن التعليق على "حادثة الاحتجاز" ويرغب في طي "الصفحة الاليمة" وتجاوزها وهو حريص على علاقة جيدة وممتازة مع المملكة والملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان. ويكشف ان الامر في هذه المسألة في يد الحريري حصراً. ويرفض علوش ربط المعلومات المنشورة وزيارة الحريري الملك سلمان ولقائه امس او انها "صك براءة" لكنه يؤكد ان المستقبل والحريري متضامنان مع القيادة ​السعودية​ ويؤيدان ما صدر من قرارات ملكية وقضائية في قضية مقتل الصحافي جمال الخاشقجي.

وعن تطورات الحكومة، يؤكد علوش ان الامور على حالها والعقد ما زالت موجودة ولكن الحريري مصر على تذليلها خلال يومين لينفذ وعده بإبصار الحكومة هذا الاسبوع النور.

في المقابل يؤكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب ​بلال عبدالله​ لـ"الديار"، بعد خروجه من المشاركة في لقاء الاربعاء النيابي ان رئيس مجلس النواب نبيه بري متفائل على تفاؤل الحريري ويبني على كلامه الايجابي امس الاول ويعول على استئنافه المشاورات بعد العودة من الرياض والتي لا يربطها الرئيس بري بالحكومة. ويقول عبدالله ان العقد موجودة ولكننا صرنا في المرحلة الاخيرة حيث ستكون النهاية موجعة ومكلفة للبعض كما جرت العادة على الطريقة اللبنانية. ويرفض تحميل العلاقة بين الحريري والوزير ​وليد جنبلاط​ اكثر من لغط حول الاسماء الدرزية التي وضعت في عهدة ​الرئيس ميشال عون​ وينفي اي خلاف بين الرجلين.

من جهته لا يربط التيار الوطني الحر بين مصير الحكومة ولقاء الحريري بالملك سلمان ويفصل بينهما وتؤكد اوساطه ان اللقاء الليلي بين الرئيس الحريري والوزير ​جبران باسيل​ لم ينه الامور وما زال هناك مسائل عالقة ولهذا السبب تأجل اللقاء في بعبدا بين الرئيس عون والوزير ​ملحم رياشي​ موفداً من الدكتور ​سمير جعجع​.

وتستبعد الاوساط ولادة الحكومة خلال الساعات الـ48 المقبلة فالامور لا زالت قيد التشاور لكنها محصورة في زاوية واحدة ولم تعد متشعبة.

في الموازاة تؤكد اوساط تحالف ​8 آذار​ ان توقيت زيارة الحريري مناسب له شخصياً ومفيد فهو يأتي في وقت "حشرة" السعودية ومحاصرتها دولياً بقضية الخاشقجي فالزيارة فرصة لرد الاعتبار للحريري ولتقديم دعم معنوي وسياسي للملك ونجله ورصيد شخصي قد يكسب منه لاحقاً بالاضافة الى ان الزيارة تتزامن مع معلومات "رويترز" وإقالة القحطاني ما يعطيه قوة ايجابية ان من احتجزه اصبح خارج الديوان الملكي.

واذ تعتبر الاوساط ان لا ربط بين الزيارة والحكومة الا انها تعتبر ان ازمة السعودية الكبيرة لا تجعلها تتخلى عن ورقة لبنان بسهولة ومن دون ثمن ولو خف تأثيرها على التأليف الا انها لن تفرج عنها بلا مقابل لانها تخسر ورقة اضافية في المنطقة.