دعا السيد جعفر فضل الله إلى "مراجعة وطنية وعربية وإسلامية لكل سياسات المرحلة السابقة، فبلادنا لن تقوم لها قائمة إذا استمرت في سياسات التبعية للدول الكبرى، وأن يحاول كل بلد أن يعزز حضوره ونفوذه على حساب إخوانه من دول الجوار، وهو ما لا ينسجم مع تطلعاتنا الإسلامية والتحررية، وخصوصاً بعد أن أثبتت التجارب المرّة أنّه لا يمكن لدولة أن تستأثر بالمنطقة دون الآخرين، إن من خلال الدخول في صراعات التدمير الذاتي أو الإبادة الجماعية أو التآمر على بعضنا البعض أو الاستنزاف لطاقاتنا المتنوّعة، وهو ما يخدم القوى الدولية المسيطرة".

وشدد على "ضرورة التعاون المشترك بين دول المنطقة، وتسخير مقدّراتنا من أجل حماية مصالح بلداننا، والعمل على تعزيز الحضور الإسلامي والعربي المشترك في مساحة قضايا المنطقة، والاعتماد على الرمزيّة الإسلامية العالية التي تمتاز بها بعض الدّول من أجل تحقيق التقارب والوحدة فيما بيننا". وأضاف "إنّ هذا يستدعي إيقاف الحروب في المنطقة، بدءًا من ​اليمن​ و​سوريا​، والعمل على إعادة السلم الأهلي إلى أكثر من بلدٍ يعيش القلق الداخلي، ولا سيما في ​البحرين​، والعمل على إعادة الاستقرار إلى ​ليبيا​ وحمايتها من النّهب والسّلب الذي يجري على طرفٍ وساق، ووقف الانخراط في ​سياسة​ الحصار الممارَس على ​إيران​؛ فلن يستطيع أحد أن يلغي أحدًا مهما طال الزمن".

وأضاف "إن الناس تنتظر قياداتها لتباشر بإنهاء ملف التشكيل لمواجهة مشكلات البلد الاقتصادية بدءًا من المديونية العامة، وأزماتها المعيشية من الماء والكهرباء والتلوّث؛ وتأمين كل الوسائل التي تقي الشعب من السيول أو البرد، وتضيء عتمة الليل اليائس، وتسمح له بالتسبّب إلى الرزق الكريم والتفكير بمستقبلٍ آمنٍ له ولأولاده، فضلًا عن تحصين البلد في مواجهة العدوّ الذي لا يزال يبعث برسائله التهديدية، وليس آخرها بناء تلال اصطناعية على الحدود مع ​فلسطين​ والذي يبقى هو التهديد الاستراتيجي لكل المنطقة، مهما هرول المعترفون، وطبّع المطبّعون".