أفادت صحيفة "الخليج" الاماراتية بأن "منطقتنا العربية و​الإسلام​ية تغرق بسيل من المشاريع الهدامة، لكن أخطرها تلك المتعلقة بمشاريع ​الإرهاب​ بفعل مدارس التطرف الذي باتت تسلكه الجماعات الدينية المتشددة، التي ترى أنها الوحيدة التي تملك الحقيقة المطلقة في أمور الدنيا، والدين، وأن على الآخرين الاقتناع بما تحمله من أفكار، لكنها لا تدرك أن هذه الأفكار لا تقود في نهاية المطاف إلا إلى هدم استقرار المجتمعات وقد ركزت هذه الجماعات في نشاطاتها في الفترة الأخيرة على فئة ​الشباب​ لتحقيق مشاريعها التخريبية، والتدميرية، لذلك بات من المهم الالتفات إلى الطرق التي يسلكها المتطرفون في استقطاب الشباب، خاصة ممن لا يمتلكون الوعي الكامل بمخاطر هذه الجماعات التي تتسلل عبر الأماكن الدينية، والتجمعات الخاصة، إضافة إلى ​المدارس​ التي تشكل بيئة خصبة للمتطرفين في نفث سمومهم في أوساط ​الطلاب​، وحقنهم بالأفكار المتطرفة التي تقود إلى تدمير المجتمعات".

ولفتت إلى أن "الإرهاب لم يعد محصوراً في دول بعينها، بقدر ما تحول إلى خطر يهدد العالم بأسره، والتعامل مع خطره يجب أن يكون مقياس تحركات الدول بهدف ​القضاء​ عليه بشكل كامل، مع ذلك فإن المهمة تبدو تضامنية، إذ إن أمام العرب والمسلمين تحديات كبيرة لمحو الصورة النمطية السلبية عن الإسلام الذي قدمه المتطرفون بأعمالهم الإرهابية بالصورة المعروفة عنه حالياً في الغرب، بعدما حولوا الدين إلى فوبيا، إثر تنفيذ عمليات إرهابية في أكثر من بلد أوروبي، وتدل الأرقام التي يتم تداولها عن حجم العمليات الإرهابية في هذه البلدان، أن الإرهابيين الملتحقين بتنظيم "داعش" الارهابي على سبيل المثال، ينتمون إلى أكثر من 100 دولة، وأن الأوروبيين في التنظيم يشكلون ما يقرب من 50 في المئة من عناصره".

وأشارت إلى أن "الإرهاب يعد مشكلة أيديولوجية، وليست أمنية فقط، وبالتالي هناك ضرورة لمواجهة هذا التغول للأفكار الإرهابية التي تغزو مجتمعاتنا، فالتطرف المعاصر تمدد بسبب غياب المواجهة العملية، وجاء هذا بسبب اجتزاء النصوص الدينية من قبل البعض وتقديمها للشباب بطريقة خاطئة، وجرى، وتجري عملية تعبئة مستمرة في أوساطهم، تقدم الإسلام بطريقة مشوهة"، متسائلة: "إذا كانت المجتمعات العربية والإسلامية في حاجة إلى خوض مواجهة مفتوحة وشاملة مع الإرهاب قبل استفحاله بشكل أكبر أم لا؟ والجواب عن ذلك يقول بالتأكيد نعم، لأن التطرف الديني دمّر النسيج الاجتماعي للبلدان العربية والإسلامية، ونخر استقرارها من الداخل، وقدمها لقمة سائغة للإرهاب بكل أشكاله وإذا كان هؤلاء تمكنوا من نقل الصورة السيئة والسلبية عن ​الدين الإسلامي​ في المجتمعات المسلمة نفسها، فكيف الحال في تقديم هذه الصورة في الغرب؟ خاصة بعد أن قاموا بتقديمه بشكل تكرس في الأذهان أنه دين يدعو إلى التطرف، و​العنف​، وهذا ربما يدفع الجماعات الأوروبية المتطرفة إلى انتهاج الأسلوب نفسه، ما يهدد حياة ملايين المسلمين في الدول الغربية".