أكد النائب ​فريد البستاني​ أن "الحملة التي بدأها ​رئيس الجمهورية​ من منصة ​الأمم المتحدة​ لإعلان ​لبنان​ منصّة حوار عالمي دائمة بين الثقافات والأديان، رسالة للبنانيين وليست رسالة للعالم فقط"، معتبرا أن "التعدّد اللبناني الثقافي المستند إلى التعدّد الديني هو نعمة لبنان الإلهية والإنسانية كمنصّة فريدة للحوار الحضاري على مساحة العالم، ومصدر لقيمة يحتاجها العالم في أزمات وجودية تعصف بنخبه وشعوبه، وبحثه الدائم عن التصالح التاريخي مع فكرة التعدّد، بعدما صارت الأحادية في الدين واللون والعرق والقومية طلباً مستحيلاً " مضيفا "أن تعدد علاقات اللبنانيين الخارجية، لا تصبح عبئاً على لبنان إلا عندما تتحوّل إلى عناصر تنافر داخلي، بظهور هذه العلاقات كتبعية لبنانية متنافرة موزعة الولاء لأكثر من خارج، فيقع لبنان ضحية التجاذبات، لكنها قادرة على فعل العكس لو أحسن القادة اللبنانيون توظيفها، فينجح اللبنانيون بجعلها نعمة لا نقمة، عندما يمتنعون عن التحوّل إلى ناقل لنقمة التنافر الخارجي إلى الداخل ويسعون لنقل نعمة التسويات الداخلية إلى الخارج".

ودعا البستاني القيادات والسياسيين اللبنانيين إلى "الإتزام الصادق بألا يوظفوا الصراعات السياسية في لحظات تأزّمها، لتغيير قواعد وتوازنات القبول بالتعدّد الداخلي، بوهم أنّ ميزان قوى عددي أو سياسي أو عسكري يمكن له أن يغيّر فيها دون المساس بمصادر قوة لبنان" ، وكذلك "الإلتزام بألا يوظفوا تفوّق محور إقليمي أو دولي يحالفونه لجعل لبنان ساحة كسر وهزيمة لمحور مقابل يحالفه فريق آخر من اللبنانيين، والسعي بالتالي لهزيمة هذا الفريق اللبناني بقوة هذا التفوّق" ، "بل السعي لجعل التسوية خطاب لبنان ووظيفته، وتقديم التسوية الداخلية كنموذج جاذب للمتصارعين، الذين يحالف كلّ منهم فريقاً لبنانياً، لينطلقوا من لبنان نحو تسوياتهم الإقليمية والدولية."