لفت النائب السابق ​عماد الحوت​ إلى أنّ "لا شكّ في أنّ ​السعودية​ لها ثقلها ووزنها في ​العالم العربي​، وبالتالي فإنّ أي حالة تطبيع مع العدو الصهيوني من قبل حكومة السعودية سيكون له انعكاسات كبيرة"، منوّهًا إلى أنّ "في الوقت نفسه، يجب الإنتباه إلى أنّ للسعودية وضعها الخاص في هذا الإطار لأنّها المكان الّذي توجد فيه ​مكة المكرمة​ و​المدينة المنورة​، ولذلك، هي تمثّل رمزية معينة، وهذا يصعّب قرار الإقدام على خطوة من هذا النوع، ويجعل عواقبها الداخلية كبيرة".

وأوضح في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، إلى أنّ "الكيان الصهيوني قام بعملية التفاف، إذ حاول أن يعطي صورة حول أنّ التطبيع يسير في شكل قوي، من خلال ​الإمارات​ و​سلطنة عمان​، بينما لم يتجرأ بعد على إعطاء إشارة واضحة بأنّه يوجد تطبيع مع السعودية".

وعن الأبعاد الدينية لقيام وزيرة ​إسرائيل​ية يهودية بزيارة مسجد، والرسائل الإسرائيلية الممكنة من جراء تلك الخطوة، بيّن الحوت أنّ "تصغير القضية إلى عملية دخول إلى مسجد يحرّف الموضوع عن مكانه الحقيقي. فالإتّجاه الأصلي هو أنّه توجد محاولة لدفع الشعوب العربية والإسلامية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، كما توجد محاولات لدغدغة مشاعر هذه الشعوب من خلال الدخول إلى المسجد، ومدح المسجد".

وشدّد على أنّ "القضية الأساسية هي أنّ الشعوب العربية ترفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي كلّ هذه المحاولات لن تكون ذات نتائج إيجابية. والحديث عن هذا الجانب في شكل بسيط وأولي يُضعف الإشارة إلى الهدف الأساسي الذي هو التطبيع".

وحول ما إذا كان يُمكن التخوّف مستقبلًا من أن تقوم بعض الأنظمة العربية المتحمّسة للتطبيع مع إسرائيل بالدّفع باتّجاه وضع تفاسير فقهية جديدة أو فتاوى جديدة للدّين الإسلامي، تسهّل وتؤمّن أرضية معيّنة ومقبولة شعبيًّا للتطبيع، والخطر المُحتمل على جوهر الدين الاسلامي في هذا السياق، رأى الحوت أنّ "الإحتمال وارد في ظلّ ضعف الأنظمة في المنطقة وسلسلة الأزمات الّتي أدخلت نفسها فيها من خلال طريقة تعاملها مع شعوبها. فهذا الضعف قد يدفع باتّجاه إيجاد مخارج من خلال التطبيع مع العدو أو غيره".

وبيّن أنّ "لا انعكاس لذلك على الدين الاسلامي لأنّه أعلى وأكبر من أن يتأثّر بقرارات من هنا أو هناك"، مركّزًا على أنّ "تدخّل بعض الأنظمة العربية لا يستطيع أن يشوّه الدين نفسه، بل يمكنه أن يشوّه الممارسات الدينية. ولذلك لا خوف على ​الدين الإسلامي​ ولا على غيره من الأديان عمومًا في المنطقة، كالدين المسيحي مثًلا".