رأى رئيس الدائرة السياسية في الجماعة الإسلامية ​عماد الحوت​ في حديث إذاعي أنه من الواضح أن مختلف الفرقاء السياسيين يتعاملون مع ملف ​تشكيل الحكومة​ من منطلق أنها ستبقى لمدة أربع سنوات وأنها ستدير ​الانتخابات النيابية​ والرئاسية القادمة، وتحاول أن تجعل ميزان القوى داخل هذه الحكومة لصالحها على حساب القوى الأخرى، وهذا لا ينتج حكومة متجانسة ولا ينتج ادارة حقيقية للبلد.

واعتبر الحوت أن القوى السياسية لم تعد تتعامل مع الدستور من منطلق الاحترام وإنما من منطلق التطويع للمصالح الذاتية، وأكبر نموذج على ذلك بدعة حصة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ داخل الحكومة والتي تحول الرئيس من حكم الى طرف في الحكومة. وحذر من أن البلد يتراجع بشكل سريع وكذلك الاقتصاد، وهناك مخاطر حقيقية على التصنيف الائتماني للبنان وغير ذلك، وكل هذا يستدعي جدية في التعامل مع ملف تشكيل الحكومة والتوقف عن محاولة تكريس أعراف مخالفة للدستور مما يدخلنا في حالة فوضى وشريعة غاب يحقق فيها الأقوى ما يريد ولو على حساب الوطن والمواطن.

وحول بتمثيل ما يسمى "النواب السنة المستقلين"، أكد الحوت أن من حق أي منتخب أن يطمح للتمثّل في الحكومة وليس هناك حصرية لأحد بادعاء تمثيل السنة، ولكن هذا المطلب يحتاج أن يكون لصاحبه حجم حقيقي وذاتي، أي أن لا يتنقل بين الكتل فيكون في مشاورات تسمية الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ في كتلة وأثناء التفاوض على التشكيل في كتلة أخرى وهكذا.

وأوضح الحوت أنه لا يعتقد أن الرئيس الحريري سيقدم على الاعتذار عن التكليف، ورأى أن أنسب ما يستطيع أن يقوم به هو الجلوس في ​السراي الحكومي​ كرئيس حكومة ​تصريف الأعمال​، والإعلان أنه كرئيس مكلف أنهى مشاوراته مع ​الكتل النيابية​ ووضع تصور للحكومة ومن يريد أن يطرح رأيه فليطلب موعداً وليأتي عند الرئيس المكلّف، والتوقف عن لعب دور حلّال العقد والمشاكل للقوى السياسية المختلفة.