أكد النائب في تكتل "​لبنان القوي​" ​ماريو عون​ أن المستجدّات الأخيرة التي طرأت على الملفّ الحكومي وبالتحديد اصرار ​حزب الله​ على توزير أحد النواب السنّة المستقلين، تركت حالا من الانزعاج لدى "​التيار الوطني الحر​"، لافتا الى أن مصلحة لبنان تقتضي تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن تنطلق فورا في العمل، لكن للاسف كل ما كنا نحل عقدة ما كانوا يخرجون علينا بعقدة جديدة، خاصة وأن هذه العقدة الأخيرة المعروفة بـ"العقدة السنية" لم نكن نتوقعها بهذا الحجم وكنا نضعها في عهدة رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​.

وأشار عون في حديث لـ"النشرة" الى أن الأمور تطورت بشكل غير منتظر خاصة بعد اعلان حزب الله تمسكه بتمثيل حلفائه السنة، لافتا الى ان ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ عبّر بشكل واضح وصريح عن موقفه من هذا الملفّ حين أكد دعمه وتضامنه مع الحريري. وقال: "هذه الكتلة السنيّة المعارضة كتلة مصطنعة خاصة وأن القسم الأكبر من أعضائها موزعون على كتل أخرى من ​8 آذار​"، لافتا الى انه خلاف ذلك فان عملية حسابية بسيطة ستغيّر كل شيء في حال الاصرار على اعتبارهم جزءا من هذه الكتلة الجديدة حصرا.

واعتبر عون أن ما يحصل يؤخّر عملية ​تشكيل الحكومة​ وبالتالي انطلاق ورشة الاصلاحات، أضف أن كل هذا يجري في ظل وضع اقتصادي ضاغط. وقال: "نحن كتيار وطني حر نعتبر أنفسنا غير معنيين على الاطلاق بهذه العقدة المستجدّة، فالموضوع بالنهاية لدى رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري المولج بالتشاور مع الرئيس عون للقيام بما يقتضيه الوضع".

واستهجن عون "طلب البعض حلّ رئيس الجمهورية هذه العقدة من خلال توزير أحد سنّة "اللقاء التشاوري" من حصّته، وحتى طرح توزير النائب ​فيصل كرامي​، حليف رئيس تيّار "المردة" ​سليمان فرنجية​ الذي يعادينا، من حصة رئيس الجمهورية". وقال: "لماذا تصرّ القوى السياسيّة على تناتش حصّة الرئيس. أولا تم التنازل لـ"القوات" عن نيابة رئاسة الحكومة، من ثم طالبوا بالعدل فرفض الرئيس عون. وها هم اليوم يريدون ان يأخذوا أحد المقاعد من حصّته لحلّ العقدة السنيّة، وهذا أمر لا يجوز ولا يمكن أن نقبل به".

وشدد عون على ان رئيس الجمهورية هو سيّد العهد وبالتالي على كل القوى السياسيّة أن تقف عند خاطره، وليس العكس.

وردا على سؤال، أكد عون أن أجندة حزب الله ليست خارجية رافضا الكلام عن ارتباطات خارجية تدفعه لتأخير تشكيل الحكومة. وقال: "لطالما كان الحزب غيورا على مصلحة لبنان وهذا ما أثبته بالممارسة وبكل التضحيات التي قدّمها، لكننا لم نكن ننتظر منه خطوة تفرمل مسيرة العهد الذي يحمي كل الفرقاء وبخاصة حزب الله".

وأكد عون أنه لا يزال على تفاؤله بولادة الحكومة قريبا، مشددا على أن العقد التي حُلت أهم بكثير من العقدة الحاليّة التي ستحل خلال 48 ساعة أو أسبوع كحد أقصى.