عقد ​المركز الكاثوليكي للإعلام​، ندوة ​صحفية​ في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، بمناسبة إطلاق أسبوع الكتاب المقدّس السادس 2018 بعنوان "الكتاب المقدّس و​الشباب​"، وهي الأولى من ضمن ثلاث ندوات ستقام في المركز. شارك فيها رئيس عام الرهبانية الباسيلية المخلصيّة ونائب رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام الأرشمندريت ​أنطوان ديب​، أمين عام ​مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك​ في ​لبنان​ الخورأسقف وهيب الخواجه، الرئيس السابق للرابطة الكتابية والأستاذ الجامعي الأب ​أيوب شهوان​ بالنيابة عن رئيس جامعة سيّدة اللويزة والمنسّق العام للرّابطة الكتابيّة في الشرق الأوسط الأب بيار نجم، أمين عام جمعيّة الكتاب المقدّس د. مايك باسوس، وحضرها الأب انطوان عطالله، مدير البرامج في جمعية الكتاب المقدّس الشدياق جو عيد، مستشار ترجمة كتاب مقدّس من اتحاد جمعيات الكتاب المقدّس العالمي د. عيسى دياب، وعدد من أعضاء الجمعية والإعلاميين والمهتمين.

ورأى الأرشمندريت أنطوان ديب في كلمته، "إن هذه السنة هي سنة الشباب بامتياز في ​الكنيسة الكاثوليكية​، فمنذ أيام قليلة اختتمت أعمال ​السينودس​ من أجل الشبيبة في روما. ويأتي نشاط اليوم في نفس السياق ألا هو اهتمام الكنيسة بالشباب وبالمستقبل، مؤكدا ان هدف نشاطنا اليوم هو توعية الشباب على أهمية ودور الكتاب المقدّس وكلمة الله في حياتهم".

أضاف " ففي عمر الشباب تظهر التساؤلات حول معنى الحياة عامة والحياة الشخصية على وجه الخصوص، ويبدأ الشاب يتساءل حول التوجه الذي سيعيطية لحياته ولمستقبله. ومن يمكنه أن يعطي جواباً حقيقياً على هذه التساؤلات هو الله وحده، وكلمة الله موجهة إلينا بشكل مميز من خلال الكتاب المقدّس. لذلك تحث الكنيسة شبيبة اليوم إلى خلق علاقة عميقة وحميمة مع كلمة الله من خلال ​الكتاب المقدس​، كي تكون كلمة الله هي البوصلة التي يجب اتباعها في حياتهم. وبتعبير آخر عليهم أن يقرؤا كلمة الله وأن يصلوها. أنهي بكلمة القديس أغسطينس حيث يقول: "إن صلاتك هي الكلمة التي توجهها إلى الله، فعندما تصلي فأنت تكلم الله، أما عندما تقرأ الكتاب المقدس فأن الله يكلمك."

د.مايك باسوس، لفت بدوره الى ان " شعار أسبوع الكتاب المقدس السادس هو "الكتاب المقدّس والشباب". هو يأتينا بتوقيت نبوي بعد سينودس الشبيبة الذي إختتم الاحد الماضي في روما. ويأتي تنظيمُ "أسبوع الكتاب المقدس"، ككلِّ سنة، تطبيقًا للإرشاد الرسولي للكنيسةِ في الشرق الأوسط- شركة وشهادة، سنة 2012." وذكّر بأن الكنيسة في لبنان أعلنت سنة 2012 سنةَ الكتاب المقدس، وتخلله أكبر مشروع توزيع كتب مقدسة في سنة واحدة إذا أخذنا بالاعتبار عدد سكان لبنان. ويستحق المشروع أن يُدوَّن في تاريخ الكنيسة في لبنان، 60،000 نسخة من الكتاب المقدس كاملًا وُزِّعت على العائلات بواسطة الابرشيات، و200،000 نسخة من العهد الجديد وُزِّعت في القداس الختامي لزيارة قداسة ​البابا​ بندكتوس السادس عشر."

وفاال"أما عناوين أسبوع الكتاب المقدس للسنوات الماضية، فكانت كالتالي، سنة 2013، "الإيمان في الكتاب المقدس" سنة 2014، "العائلة في الكتاب المقدس" سنة 2015، "الرحمـة في الكتاب المقدس" سنة 2016 "التربية في الكتاب المقدّس" وسنة 2017 "الشهادة في الكتاب المقدّس".وامّا هذه السنة، فالتركيز هو على الشباب."

وسأل باسوس "الشبابَ المسيحي، الذي يعتقد أن ​الهجرة​ المسيحية في ازدياد، وأن الكنيسة في وضع البقاء/الدفاع، وفقدان الرجاء بمستقبل مشرق هو السائد بينهم؟ هل هناك رجاء طويل الأجل، وخطة استراتيجية كبيرة للحفاظ على الحضور المسيحي في الأراضي حيث نشأت المسيحية؟ وأي دور للكتاب المقدس في تثبيتهم في ارضهم؟" وجواباً على السؤال الأول قال "لا علاقةَ للحضور المسيحي بالعددية! فسيدنا يسوع المسيح وتلاميذه الرسل الاثني عشر (غير المؤهلين بحسب معايير اليوم) قد غيّروا مجرى التاريخ من خلال تعاليم معلّمهم. وقد علّمنا المسيح أننا سنكون ملحًا للأرض ونورًا للعالم."

تابع ان "يكمن ثِقَل الحضور المسيحي بقوة التأثير والتغيير الإيجابي في المجتمع، والخدمة الجيدة التي يقوم بها المسيحيون تجاه الآخرين. لم يطلب يسوع منا أبداً أن نكون مجموعة كبيرة تملك من مكامن القوة المادية الشيء الكثير، وتتكلم بصوت مرتفع، بل على العكس من ذلك، هو يطلب منّا أن نخدم بصمت. وهنا اقتبس من تغريدةٍ للبابا فرنسيس بتاريخ 15 تموز: "حاولوا ان تقرأوا الانجيل لـخمس دقائق كلّ يوم وسترون كيف ستتغيّر حياتكم."

من جهته اعتبر الخورأسقف وهيب الخواجه "إنّه لمن دواعي الفرح أن نلاحظ أن الشباب يتلقّفون رسالة الكتب المقدّسة بقلب منفتح عندما تعرض عليه بالأساليب والطرق المناسبة، وهي على ما يقول القديس يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة "رسالة الفادي" تعني المسيحيين جميعًا، وهي "بالواقع، تجدّد الكنيسة، وتقوي الايمان والهوية المسيحية، وتعطي مزيدًا من الحماس والدوافع الجديدة". وهذا في الحقيقة ما يحتاج اليه الشباب اليوم في مجتمعنا حيث الدوافع غائبة والأمل ضعيف أمام مستقبل يتّسم بالضبابية والشك."

واختتمت الندوة بكلمة من الأب شهوان بالنيابة عن الأب بيار نجم، أشار فيها الى ان "مرّة جديدة نحتفل بأسبوع الكتاب المقدّس، أسبوع شاءه مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، إيماناً منهم أن بكلمة الرّب، إن قبلناها، الخلاص، بحسب كلمة القديس يعقوب "اقبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الكَلِمَةَ الَّتِي يَغْرِسُهَا اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ، وَالقَادِرُةَ عَلَى تَخْلِيصِكُمْ." واضاف ان "هذا العام قد شاءته الكنيسة عام الشبيبة بامتياز، فكان الشباب محور سينودس الأساقفة الأخير، لذلك كان اختيارنا موضوع أسبوع الكتاب المقدّس القادم "الكتاب المقدّس والشباب"."