لفتت مصادر ​تيار المستقبل​ لصحيفة "الشرق الاوسط"، الى ان ضعف تمثيل نواب "اللقاء التشاوري" تؤكده الأرقام التي حصلوا عليها في ​الانتخابات النيابية​، وهي لا تتجاوز 8.9 من أصوات الناخبين ​السنة​، لافتة الى ان مطلب هؤلاء النواب الستّة الذي تحوّل إلى عقدة أطاحت بتشكيلة ​الحكومة​ التي كان الرئيس المكلف يتّجه لتقديمها ل​رئيس الجمهورية​، كان مستجدّا أو على الأقل لم يقدّمه ​حزب الله​ كمطلب أساسي من البداية،

وقد أكّد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد، لـ "الشرق الاوسط" أن مسار سلوك حزب الله منذ بدء مشاورات ​تشكيل الحكومة​ لغاية اليوم يثبت بما لا يقبل الشكّ أنه لم يكن يريد الاستعجال في تأليف الحكومة إلى أن وصل إلى مرحلة لم يعد فيها أمامه إلا التسلّح بتمثيل النواب السنة، مرجحا بقاء الوضع على ما هو عليه إلى ما بعد العقوبات الأميركية على ​إيران​ بفترة قد تكون طويلة. مؤكدا ان أي أمر يقدم عليه حزب الله يذكّرنا أنه خاضع لاستراتيجية إقليمية تديرها إيران، وعدم رغبته بتشكيل الحكومة وانتظار العقوبات الأميركية المتوقعة على إيران بعد أيام، تجسّد بأمور عدّة أهمّها أثارته في وقت سابق موضوع ضرورة زيارة ​الحريري​ إلى سوريا وأن معبر نصيب الحدودي لن يفتح إلا إذا كان لبنان على ودّ مع سوريا، ثم طرحه موضوع البيان الوزاري وتضمنّه "سلاح المقاومة" وغيرها من الإشارات. وأضاف فايد ان حزب الله بقي يتفرّج على مسار المشاورات الذي تنقّل من عقدة إلى أخرى مطمئنا إلى أنها تعيق التأليف، حتى أن حلفاءه من هؤلاء النواب كانوا يشكون من عدم دعمه لهم في مطلبهم، أما وقد ذلّلت عقدة حزب القوات فما كان أمامه إلا أن يرمي مطلب تمثيل هؤلاء السنة، مانعا تشكيل الحكومة، وهي العقدة التي من شأنها أن تسقط وتجعل هؤلاء النواب يتراجعون عنها في أي لحظة يقرّر الحزب ذلك.

وسأل فايد ان إذا كانوا يعتبرون أنفسهم نواب المعارضة فلماذا يريدون المشاركة في الحكومة خاصة أن معظمهم ينتمون إلى كتل نيابية أخرى ويحضرون اجتماعاتها؟ مضيفاً ان إذا كان حزب الله يدفع بتمثيل هؤلاء انطلاقا مما يقول إن لهم تمثيلا شعبيا، لماذا لا ينطبق هذا الأمر على النواب المسيحيين والشيعة؟ حتى أن النظر بالأرقام التي حصل عليها هؤلاء النواب مقارنة مع مرشّحين آخرين لم يصلوا إلى البرلمان، لأن القانون النسبي لم يسمح لهم بذلك، سيجعل البعض يقول إن من حقّه المطالبة بتمثيلهم في مجلس النواب.