أثنت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب ​بهية الحريري​، خلال رعايتها إحياء "ثانوية ​رفيق الحريري​"، "يوم المؤسس"، في الذكرى 74 لميلاد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، من خلال سلسلة من المبادرات والنشاطات الّتي تعكس مبادىء وقيم الحريري بعنوان "ونكمل رسالة التطوير والتعليم والعطاء"، على "هذا النشاط التربوي المميّز لـ"ثانوية رفيق الحريري" الّتي أخذت على عاتقها أن تبقى دائمًا متميّزة لأنّها تحمل إسمًا يحمّلنا مسؤولية كبيرة".

وركّزت على أنّه "مهما تعمّقنا في شخصية رفيق الحريري، تبقى هناك أمور نكتشفها فيه للمرّة الأولى، والمهم أن نأخذ روحية عمل رفيق الحريري وهي فكرة العطاء دون حدود ودون أي نوع من الأنانية. كانت عينه دائمًا على هذا البلد وكان يؤكد أنّ ​لبنان​ يمكنه أن يلعب دورًا كبيرًا بالعقول المنفتحة الّتي تحدث فرقا"، مؤكّدةً أنّ "غيابه حمّلنا مسؤولية أكبر، ووضعنا أمام رسالة، ونحن يجب أن نكمل رسالته ويجب أن نزرع في نفوس الجيل الجديد هذه الروحية الّتي كانت موجودة لدى رفيق الحريري".

وبيّنت الحريري أنّ "التعليم بالنسبة إليه كان هو قدس الأقداس. قبل أن يشتري بيتًا له أعاد بناء مدرسته الأولى، ولم يكن لدينا بيت عندما تبرّع لبناء مدرسة عائشة أم المؤمنين"، ذاكرةً أنّ "الحريري كان يعتبر أنّه إذا أنشأ مدرسة يفيد مجموعة كبيرة من الطبقة الّتي ينتمي إليها والّتي لم يخرج منها يومًا ولم يشعر أنّه انتقل إلى طبقة أخرى، لأنّه كان يعتبر أنّ هذه الطبقة فيها قيم يجب أن نبقى محافظين عليها".

ولفتت إلى أنّ "بعدها، أسّس "مؤسسة الحريري" الّتي نحتفل العام المقبل بمرور 40 سنة على تأسيسها، ويومًا لم تتخلّ المؤسسة عن دعم طالب متفوّق ولا زالت حتّى اليوم ، لأنّنا نعتبر أنّ التعليم هو الطريق الوحيد للتغيير. فلا تتوقّعوا أن يتغيّر البلد إذا تراجع مستوى التعليم فيه؛ من هنا يجب أن تبقى هذه الرسالة لدينا تتقدّم على كلّ الرسائل".

ونوّهت الحريري إلى "أنّنا تعوّدنا كلّ سنة أن يكون لنا لقاء جامع لنضع أفقًا جديدة لهذه المدرسة الّتي منذ سنواتها العشر الأولى أصبح يحسب لها حساب بين كلّ ​المدارس​ العريقة، ليس فقط على صعيد المنطقة بل في لبنان كلّه، وأيضًا من خلال التأهيل المهني الّذين تعرفون كم استثمرنا في طاقات المدرسة في لبنان وخارجه من خلال المنهج الّذي وضعناه وهو موضوع التميز"، كاشفةً أنّ "عنواننا منذ العام الأول كان أن تكون هذه المدرسة متميّزة، ولم يكن هدفنا أن نزيد عدد المدارس بل أن نشكّل رافعة للتعليم في المنطقة وهذا ما حصل فعلًا".

كما شدّدت على "أنّني كرئيسة للجنة التربية، أحرص على الإطلاع دائمًا على كلّ الدراسات الّتي تصدر في موضوع علاقة التربية بسوق العمل، ومن إحدى هذه الدراسات تبيّن أنّ في السنوات العشر المقبلة ستختفي مهن وستنشأ مهن جديدة، لأنّ كلّ تقدّم ينتج بطالة كما ينتج ابتكارًا"، مركّزةً على أنّ "لدينا هاجسًا كبيرًا هو كيف نوائم بين التعليم والتحديات الّتي لها علاقة بسوق العمل، لذلك يجب التركيز على المهارات الأساسية وبناء الشخصية الفردية والأنشطة الّتي تؤثّر في شخصية وحياة الطلاب".

وأكّدت "أنّنا أمام تحديات كبيرة وأوّلها كتابة التاريخ بكلّ واقعيته، وليس بمن انتصر ومن هزم، وإذا بقينا نقول هذا انتصر وهذا خسر، فلا أحد سيربح"، مشيرةً إلى أنّ "المطلوب أن نسجّل قصص نجاح بها مجتمعة ينهض لبنان. وهنا تكمن أهمية ما قام به رفيق الحريري، وهو أنّه نشر الطلاب في أحسن ​الجامعات​ في كلّ أنحاء العالم"، معربةً عن "عدم ارتياحها لجمود المناهج. لذلك نعمل على تحريك ودعم المناهج بالأنشطة لأنّنا لا نستطيع ان نغير بين يوم وليلة".