أشار رئيس "​الحزب اللبناني الواعد​" ​فارس فتوحي​ الى أن حزبه قرر العمل على اعادة ​النازحين السوريين​ المنتشرين في مناطق كسروان الى بلدهم "بعدما تلكأ كل المعنيين، فكنا نسمع كلاما اعلاميا رنانا وشعارات، ولم يكن أي شيء منها يُطبّق فعليا على الارض"، لافتا الى أنه حتى حين تم الاعلان عن المبادرة الروسية لاعادة نحو 900 ألف نازح، لم يسأل أحد ما اذا كان هذا العدد يلحظ النازحين في كسروان وجبل لبنان، لذلك قررنا أن نأخذ المبادرة، فنزل منسقونا الى الارض للحديث مع النازحين لمساعدتهم وحثّهم على العودة".

وأوضح فتوحي في حديث لـ"النشرة" أنه يتم ارسال طلبات الراغبين بالعودة الى وطنهم الى ​الأمن العام اللبناني​ ليتم التدقيق بأسمائهم من قبل الجهات المختصة، مشيرا الى انه وبعد الموافقة الأمنيّة، نقوم بالاجراءات اللوجستيّة اللازمة لنقلهم الى ​سوريا​. وقال: "تم مؤخرا اعادة 50 نازح الى بلدهم بعدما تمت الموافقة على نحو 100 اسم أرسلوا الى السلطات المعنيّة، لكن بعض هؤلاء النازحين، الذين يعيشون في كسروان في منازل بخلاف المناطق الأخرى حيث يعيشون في خيم، لا زالوا ينهون بعض أعمالهم قبل المغادرة مع دفعات لاحقة".

وأشار فتوحي الى رغبة كبيرة من قبل النازحين السوريين بالعودة الى بلدهم، لافتا الى ان حزبه سيرفع لوائح بأسماء الراغبين بالعودة كل 10 أيام أو كل أسبوعين. وأضاف: "نحن نعمل على تفسير واقع الأمور للمترددين، ونقنعهم بأهمية العودة ونحن على أبواب انطلاق عمليّة اعادة الاعمار". وأسف فتوحي لحملة التخويف التي تنتهجها الأمم المتحدة لمنعهم من العودة وتهديدهم بوقف المساعدات عنهم، وأردف "اذا كان مفهوما ان للمجتمع الدولي وللدول الاقليمية وتلك الكبرى مصالحها واستراتيجياتها، فما ليس مفهوما هو تناغم بعض أطراف الداخل مع الأجندات الدوليّة التي تتعارض تماما مع المصلحة اللبنانية العليا".

وأوضح فتوحي أن حزبه عرض للسفيرين الروسي والسوري مشروعه لإعادة النازحين ورحبا بالموضوع باعتبار ان هذا المشروع يتناغم مع المبادرة الروسية كما ان الدولة السورية تؤيده تماما فهي اصدرت قوانين عدّة لحث مواطنيها على العودة وتسهيل وتسريع الأمر. وتابع، "من المستحيل أن نتحدث عن رقم دقيق لأعداد السوريين في منطقة كسروان خاصة وأن البلديات غير قادرة على احصائهم، لكن المؤكد أن عددهم يفوق الـ50 ألفا".

ودعا فتوحي كل لبناني لوضع يده بيد "الحزب اللبناني الواعد" خاصة وأنه تأسس منذ فترة قصيرة وبالتالي نحن بحاجة للمساعدة في قضيّة بحجم ملف النازحين السوريين، معربا عن أسفه الشديد لعدم تعاون السلطات المحليّة والبلديات وحتى نواب كسروان مع جهود الحزب. وقال: "الحقيقة اننا استغربنا تماما هذا الموضوع، فالكثير من البلديات حتى لم تعطنا موعدا لتنسيق العمل سويا، لكننا لم نتوقف هنا واستمرينا ونزلنا على الارض وسنواصل مبادرتنا لأن فيها مصلحة لكل لبنان. نحن الآن ننتظر لكننا في النهاية سنفضح كل من لا يتعاون معنا".