ليست هي المرة التي تنتقد فيها ​القوات اللبنانية​ اداء وزراء ​التيار الوطني الحر​ وخصوصاً في ملف الطاقة والبواخر واستجرار الطاقة عبر البواخر التركية وصولاً الى ملف التلزيمات والمناقصات في مجال الكهرباء والنفط وليس انتهاءً بالذهنية وآلية العمل التي يعتمدها التيار في ممارسته للعمل الحكومي. اما في مقلب التيار فليست ايضاً المرة الاولى التي يدخل فيها رئيس التيار الوزير ​جبران باسيل​ في تفاصيل اداء وزراء القوات ويدخل في صلب الامور ويخوض فيها مع تسمية الوزارة وهي الصحة وتسمية الوزير ​غسان حاصباني​ الذي رد بإنتقاد باسيل واداء التيار في وزارة الطاقة. وسبق لباسيل ان وجه الاصابع للمعرقلين وللمزايدين كما جرى في ملف النزوح مع القوات وتعاطي وزارة الشؤون الاجتماعية ووزيرها ​بيار بو عاصي​ مع المجتمع الدولي ويرد على الانتقادات بعرض الانجازات وبرفع السقوف في الدفاع عن حقوق المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً وتحديداً في المجال الانتخابي وفي الاغتراب والتعيينات واخيراً في ملف الحكومة وتشكيلها. وتشير اوساط سياسية الى ان السجال من طرفيه لافت في توقيته ومضمونه على مسافة زمنية غير معلومة عن ولادة الحكومة وفي ظل "النفوس" المشحونة بين التيار والقوات وفي ظل وجود وقت مستقطع يسعى فيه كل طرف الى شد عصبه وعصب جمهوره لتأكيد انه "انتصر" حكومياً وحل عقدة الآخر وفق منطقه ويسعى الى دخول الحكومة المنتظر ولادتها قوياً وبعدة شغل كاملة وجاهزة.

وتشير اوساط في التيار الى ان تسمية الاشياء بأسمائها هي صفة وسمة التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ و"عدة الشغل" في العهد القوي والشفاف فلا نخاف من وضع الاصبع على الجرح او كشف مكامن الخلل في العمل الحكومي والشأن العام وكذلك فضح الخلل والتقصير وحتى الفساد والاستنسابية في ممارسة العمل وتوزيع الخدمات بالاضافة الى سوء ممارسة السلطة عبر استغلال المرفق العام لاغراض حزبية وسياسية وشخصية على حساب الشفافية والعدالة وحسن التوزيع والذي يفترض ان يتم وطنياً وشعبياً وطائفياً بشكل متساو بين الجميع وبلا تمييز او تفرقة.

وتلفت الاوساط الى اننا عندما شعرنا بخلل في عمل ​وزارة الاشغال​ قلنا عنه وعندما شعرنا بخلل او مطلب في ​وزارة الزراعة​ قلنا وعندما نشعر بوجود خلل في ​وزارة المال​ نتجرأ ونعلن ما نكتشفه من عرقلة لمشاريعنا ومن كيدية وتعطيل لمسيرة النهوض والعهد القوي وليس الامر نكاية او تصفية حسابات سياسية.

وتؤكد الاوساط الى ان ما تطرق له الوزير باسيل عن سوء اداء الوزير حاصباني في ​وزارة الصحة​ لا يأتي من خلفية سياسية ولا من باب "التنمير" او "التعليم" وليس مرتبطاً بأي شان سياسي مستقبلي او حالي وغير مرتبط بملف تأليف الحكومة. وتكشف الاوساط الى ان بعد اعلان الدكتور ​سمير جعجع​ مشاركة القوات في الحكومة كنا اول المهنئين والمشيدين بإعلانه لحرصنا على الشراكة الوطنية والمسيحية وعلى سلوك جعجع درب القناعة ودرب الواقعية في القبول بما عرض عليه من وزارات هامة كنائب رئيس الحكومة وخدماتية كالشؤون الاجتماعية والعمل وتحتاج الى عمل دؤوب لتحسينها كملف النازحين الذي تصدى له التيار وانتقد فيه مراراً اداء الوزير بيار بو عاصي في وزارة الشؤون الاجتماعية وخصوصاً مع الهيئات الدولية والمشاريع المقنعة لتوطين السوريين واعاقة عودتهم الطوعية الى ​سوريا​.

وتؤكد الاوساط ان ملف الحكومة ومشاركة القوات كما هي وفقاً لتوزيع المذاهب فيها لم يطرحه التيار لا من قريب ولا من بعيد وبالتالي لا علاقة لاي سجال سياسي بهذا الامر.

وتشير الاوساط الى اننا لا نخفي ان هناك صفحة من التباين السياسي لم تطو مع القوات ونحن مختلفون معها في كثير من الملفات الداخلية والخارجية ومن حقنا ان نعبر عن رأينا وهي ايضاً ولكننا متفقان على ان لا عودة عن المصالحة المسيحية ولا عودة الى الصراع في الشارع وبين المناصرين والمحازبين وضبط التخاطب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

بدوره يؤكد عضو كتلة ​الجمهورية القوية​ النائب وهبي قاطيشا لـ"الديار" ان لا عودة الى السجالات بين التيار والقوات وهناك تعميم من رئيس حزب القوات بعدم الدخول في سجالات مع التيار او الوزير باسيل وما حدث امس الاول رد عليه الوزير حاصباني وانتهت القضية. سجال وبيقطع، لا مشكلة بيينا والامور ماشية. ويشير قاطيشا الى ان احداً لم يتحدث معنا في اي تغيير حكومي فيما خص حصة القوات او تغيير مذاهب الوزراء واسماءهم وبالتالي لا علاقة للحكومة وتشكيلها بأي ملف سجالي او سياسي مع التيار.