أكّدت مصادر كل الأطراف لـ"الاخبار" أن الاتصالات الحكومية "جامدة"، ولا سيّما بين ​التيار الوطني الحر​ و​حزب الله​، مع إبقاء خط التواصل الروتيني مفتوحاً بين الوزير ​جبران باسيل​ ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله ​وفيق صفا​.

وفيما كان الجميع ينتظرون عودة رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ الى بيروت ليل أمس لاستئناف الاتصالات، قرّر الأخير الاعتكاف في العاصمة الفرنسية بعدما كان مفترضاً أن يرعى اليوم عشاءً يحضره اقتصاديون ورجال أعمال. إلّا أن إدارة "بيت الوسط" تولّت الاتصال بالحضور وإبلاغهم إلغاء العشاء، بذريعة أن رئيس الحكومة سيبقى في ​باريس​ لـ"أيام". ونقل متصلون بالحريري عنه تمسّكه بموقفه الرافض توزير النواب السنّة، وأنه "لا يجد مبرراً لتمثيل من ينتسبون إلى كتل نيابية لديها ممثلوها في الحكومة". كما نقلت عنه تأكيده أنه "لن يوقع أي مرسوم يضم اسماً من الأسماء الستة، ولو كان ذلك من حصة غيره"، في إشارة الى احتمال أن يضم ​الرئيس ميشال عون​ واحداً من "مجموعة الستة" إلى حصته، أو أن يبادر الثنائي الشيعي الى التنازل عن مقعد شيعي لمصلحة أحدهم.

في غضون ذلك، تلقّفت القوى السياسية بإيجابية كلام باسيل، السبت، عن أن التيار لن يسمح لعلاقته بأي مكون في لبنان بأن تنهار، و"لن نسمح مهما بلغت التضحيات أن يقع الانفجار بين المكونات اللبنانية". واعتبرت مصادر في قوى ​8 آذار​ أن الأمر يفتح باباً للحل ويؤشّر إلى نية باسيل للتحرك وإيجاد حلول. وفيما أكّد عاملون على خط الاتصالات أن "الأبواب غير موصدة تماماً"، قالت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر لـ"الأخبار": "ما في شي ما بيتحرّك... المهم هو خفض السقوف العالية". وشدّدت على أن "الموضوع بين الحريري وحزب الله ولسنا معنيين به، ولكن يمكن أن نكون مساعدين في إيجاد الحل". فيما على ضفّة ​تيار المستقبل​، من ينتظر اتصالاً من باسيل بالحريري، أو حتى إمكان زيارة وزير الخارجية باريس للقاء الرئيس المكلّف والبحث في سبل الخروج من المأزق، بعدما أيقن الجميع أن موقف حزب الله لناحية توزير "سنّة 8 آذار" ليس مناورة، وأنه متمسّك بهذا الموقف الذي أبلغه إلى الحريري منذ تكليفه بالتأليف. وأكّد العاملون على خط الاتصالات أن الحريري أقر بأن الحزب "أبلغه سابقاً إصراره على تمثيل النواب السنّة الستة. لكنه كان يعتقد بأن الأمر قابل للحلحلة، وأنه سمع تقويماً من التيار الوطني الحر بإمكان إقناع الحزب بالتراجع عن مطلبه".