نوّه رئيس أساقفة ​بيروت​ للمورانة المطران ​بولس مطر​، خلال افتتاحه السنة الطقسية الجديدة، في قداس إلهي احتفل به في ​كاتدرائية مار جرجس​ المارونية في ​وسط بيروت​، إلى أنّ "في مطلع السنة الطقسية الجديدة المباركة، نجتمع معًا من كلّ مناطق الأبرشية من الرعايا المئة والثلاثين من الجامعات والمدارس ومن رابطات الأخويات والجمعيات الخيرية ومن الشبيبة والعائلات ممثّلين عن كلّ هذا القطاعات، لنصلّي على نية هذه السنة الجديدة، لتكون سنة خير عليكم جميعًا وعلى كنيستنا في ​لبنان​ وفي العالم كلّه، وتأتي بالسلام للمنطقة المعذبة بأسرها".

وركّز على أنّ "هذه الكنيسة هي أمّنا جميعًا، هي سفينة تحملنا والأرض كلّها في بحر العالم إلى شاطئ الرب شاطئ الأمان. هي الكنيسة الّتي تعمل من أجل تحقيق ملكوت المسيح"، لافتًا إلى "أنّنا نقول في الصلاة الّتي علّمنا إياها الرب يسوع، ليتقدّس إسمك ليأتِ ملكوت. ملكوت الله أسّسه المسيح وهو حاضرٌ في الأرض يكمل شيئًا فشيئًا حتّى نهاية الدهر عندما يعود المسيح ويردّ الملك إلى أبيه".

وأوضح المطران مطر أنّ "الكنيسة تسير مع الزمن حتّى اكتمال ملكوت الله، وكلّ مؤمن فيها موظّف يساهم في مجيء هذا الملكوت، الّذي هو ملكوت الحق والرحمة والمصالحة والسلام والمحبة الشاملة جميع الناس وجميع الشعوب"، سائلًا "متى يتمّ ذلك؟ الرب يسوع يقول ليس لكم أن تعرفوا الأوقات والأزمنة لكن اعملوا"، مشيرًا إلى "أنّنا في سنة جديدة نُعطى "شكًا" أبيض، نكتب عليه ما نستطيع أن نحقّقه من أجل ملكوت الله إن كنّا أهل خير وأهل سلامٍ وقلوبًا نقية وأهل رحمة، شهودًا ل​يسوع المسيح​ ومحبته للأرض، تصبح هذه السنة الجديدة فرصةً لنا، أوّلًا لتقديس نفوسنا ولشهادتنا لكي تكون شهادةً حقّة ليسوع المسيح وكنيسته".

وأكّد أنّ "الله يعطينا هذه السنة الجديدة حتّى نسير مع المسيح، كلّنا ساهرون مع المسيح، لسنا متروكين في هذه المسيرة والرب قال لنا قبل ذهابه، لن أدعكم يتامى، وأعطيكم جسدي ودمي يرافقكم مأكلًا ومشربًا. هذا هو قوتنا في السفر، إنّه قوتنا وقوّتنا".

وبيّن "أنّنا لسنا معزولين ولسنا بلا سلاح، سلاحنا المحبة. وهكذا إن فقهنا هذه الأمور عرفنا وأدركنا أنّنا نحن أبناء الكنيسة، من قال فيهم الرب يسوع إنّكم خميرة الدنيا، إنّكم ملح الأرض، إنّكم نور العالم. المسيحيون يُضطهدون لكن الله بيسوع المسيح قال لنا ذلك، سيكون لكم اضطهاد. المسيحيون يحملون قضية في العالم هي قضية المسيح، مهما كلّفت نحملها، نسعى ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، أن نكون نسمة خير ومثال".

وشدّد مطر على أنّ "في لبنان، لدينا مسيرة كبرى نحن الّذين أبقانا يسوع على هذه الأرض لنشهد عليها بصليبه وبمحبته للناس جميعًا. نناشدكم أيها الأحباء، أن تسألوا وهذا حقٌ لكم عن ​حقوق المسيحيين​ وعن شراكتهم وهذا أمر ضروري، لكنّي أناشدكم أن تسألوا عن واجباتكم كمسيحيين، لا حقوق من دون واجبات. واجباتكم أن تحملوا نور المسيح وحبّه لجميع الناس من دون استثناء"، مركّزًا على أنّ "الرب يريد هذا الوطن اختبار تلاقٍ بين أناس من ديانات مختلفة ولكن نحن كلُّنا إخوة نعيش معًا ومعًا نسعى للرزق الحلال ونصنع وطنًا زينة أوطان الدنيا".

ولفت إلى أنّ "في هذه السنة الجديدة نسأل الله أن يعطينا شيئًا جديدًا وإيمانًا قويًّا حتّى يتغيّر ويتمّ ملكوت الله في هذا الوطن العزيز الغالي".