دخل ملف تأليف الحكومة في دوامة التأزم الفعلي مع بروز مؤشرين في الساعات الماضية واول هذه المؤشرات توقف محركات التأليف الحكومي نهائياً منذ الجمعة الماضي وخلال عطلة نهاية الاسبوع لم يرصد اي اتصال على خط التأليف وفق اوساط بارزة في 8 آذار وعلى معرفة بما يجري من تطورات والتي تقول ان المخارج شبه مقفلة حالياً لما يسمى بعقدة النواب السنة المستقلين في ظل تمسك هؤلاء النواب بمطلب توزير واحد من بينهم في حين يصر حزب الله على ذلك ويدعمهم حتى النهاية بينما يتمسك الرئيس المكلف ​سعد الحريري​ بموقفه السلبي والرافض لهذا الامر ومدعوماً برفض من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

اما المؤشر الثاني وهي المعلومات التي ترددت في الاروقة السياسية المحلية عن ان الرئيس المكلف مدد سفرته الى فرنسا لايام اضافية وقد تستمر حتى نهاية الاسبوع الحالي وربما اكثر وخصوصاً ان المكتب الاعلامي للحريري ابلغ "من يهمهم" الامر الغاء جميع مواعيد الرئيس الحريري امس واليوم وكل الاسبوع ولم يحدد له مواعيد جديدة قريبة. الامر الذي فسر في اروقة القنوات العاملة على خط التأليف انه اعتكاف او تجميد المشاورات الحكومية الايام وقد تمتد لاسابيع.

واللافت وفق اوساط 8 آذار البارزة ان اعتكاف الحريري الحكومي الحالي يتزامن مع الذكرى الاولى لاحتجازه في السعودية واجباره على اعلان استقالته من الحكومة بضغط وتعنيف من ولي العهد محمد بن سلمان ومدير مكتبه سعود القحطاني. وتفسر الاوساط لجوء الحريري الى خطوة الاعتكاف غير المعلن والذي يغطيه الحريري بالسفر خارج لبنان وفي باريس خصوصاً حيث تسكن عائلته، بأنه ضغط معنوي جديد يمارس على حزب الله والنواب الستة للتراجع عن المطالب المحقة وللتهويل السياسي على غرار تصريحه فليفتشوا عن رئيس حكومة غيري اذا اردوا توزير سنة 8 آذار.

في المقابل تؤكد اوساط بارزة في تيار المستقبل ان القول عن اعتكاف الرئيس الحريري في باريس هو مبالغ فيه قليلاً فالرئيس الحريري يمضي اجازة شخصية وعائلية مع زوجته واولاده وليس في إجازة سياسية او حكومية. لكن الاوساط تردف لتقول ان الرئيس الحريري يعتبر انه قام بما عليه من واجبات وما عنده قاله ولا جديد في رفضه توقيع اي مرسوم يضم اسم وزير سني معارض كما في رفضه توزيرهم من اي حصة كانت.

وتشدد على ان الحل في يد حزب الله والامر محصور بينه وبين الرئيس عون فليتشاوروا معه وليتفقوا وخلال ساعات يعود الحريري لاعلان التأليف.

وتؤكد الاوساط ان الحريري على اتصال دائم برئيس الجمهورية العماد ميشال وهما متفقان على ضرورة الاسراع في التأليف ولكن من دون سنة المعارضة.

وعن لقاء الحريري بالموفد الرئاسي الفرنسي والمستشار الدبلوماسي للرئيس إيمانويل ماكرون اوريليان لو شوفاليه الذي وصل الى بيروت امس، تقول الاوساط ان الرئيس الحريري موجود في باريس وسيلتقيه هناك وتلمح الى ان ما يحمله هو رسالة من ماكرون لحثّ المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة للإضطلاع بمسؤولياتها لا سيما ما يتعلق بإستحقاقات مؤتمر سيدر.

وتفصل الاوساط بين تشكيل الحكومة وحزمة العقوبات الأميركية الجديدة على إيران وحزب الله التي دخلت امس حيز التنفيذ وتعتبر ان حزب الله سيتأثر بها لارتباطه المباشر بايران. وتعتبر ان العقوبات لن تؤثر على تمثيل حزب الله الحكومي وفي اية وزارات سيكون وكم عددها.