أكّد قاضي التحقيق ​حمزة شرف الدين​، بعد إطلاعه عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ​أنطوان حبشي​ وعضو "كتلة المستقبل" النائب ​بكر الحجيري​، عقب تفقّدهما الأعمال الّتي يقوم بها لتأهيل وترميم بعض أقسام ومرافق ​قصر العدل​، أنّ "الهبة المادية بقيمة 15 مليون ليرة تمّ تحويلها إلى مجلس الوزراء للحصول على الموافقة بشأنها، والأعمال الّتي تجري هي بفضل مواد عينية تقدّمها البلديات والاتحادات البلدية إلى المكتب الهندسي الّذي يقوم بالأشغال".

من جهته، لفت حبشي إلى "أنّنا مررنا اليوم على قصر عدل ​بعلبك​، خصوصًا بعدما لاحظنا مؤخّرًا التهجّم عبر وسائل التواصل الإجتماعي والصحافة على بعض القضاة في قصر العدل في بعلبك".

وركّز على أنّ "من يمرّ على قصر عدل بعلبك يرى ناحيتان، ناحية العديد البشري تبيّن حجم الإهمال لقصر العدل، ومن ناحية البناء بحدّ ذاته نلحظ مقدار إهمال قصر العدل"، موضحًا أنّ "هذه ليست مسؤولية أفراد يقومون بالمبادرة بل هذه مسؤولية الدولة، ولكن حيثما تقصر الدولة، نشكر ربنا أنّ هناك من يأخذون المبادرة لتحسين وضع الناس".

ورأى حبشي أنّ "السجين في بعلبك الهرمل وضعه سيء، إذ لا تتوفر لديه المياه الساخنة ولا يوجد عنده كهرباء ولا تدفئة، والقاضي يجبر أحيانًا على إصدار حكمه على ضوء الشمعة. كما أنّ وضع الناس مزر، ويشكون من الازدحام وعدم وجود أماكن مخصصة للانتظار، ولا يوجد قوس محكمة"، مشدّدًا على أنّ "لا بدّ من صرخة مدوية بأنّ هذه مسؤولية الدولة بأن تهتمّ بهذه المسألة، وتنجز الأعمال كما يجب".

وبيّن أنّ "عمليًّا، حيثما تقصر الدولة ويقوم إنسان باتخاذ مبادرة، ينبغي أن لا نتمسّك بالقانون من زاوية ضيّقة، لأنّ القانون في خدمة الإنسان وليس صنمًا، في وقت يتمّ في هذه الدولة تخطّي القوانين في الكثير من الأماكن بشكل غير مقبول، وبعكس مصلحة المواطن".

ودعا رؤساء البلديات واتحادات البلديات والمخاتير إلى "المساهمة بتقديم المساعدات لتحسين الوضع في قصر عدل بعلبك وإنجاز ترميمه بالشكل الصحيح". كما توجّه إلى ​وزارة العدل​ والدولة المركزية"، مشيرًا إلى أنّ "عديد القضاة الموجود في قصر عدل بعلبك غير مقبول بتاتًا، وهذا الموضوع سنتابعه حتّى يكون لدينا وبشكل كامل القضاة الّذين ينظرون بكلّ قضايا الناس".

ووجد حبشي أنّ "المكان المقترح لبناء مركز المحافظة في بعلبك غير لائق وتعترض عليه البلديات والمخاتير، فلا يجوز أن يكون مركز المحافظة في الجرد، بل ينبغي أن يكون داخل مدينة بعلبك، هذا الموضوع لا نستطيع التعاطي معه باستخفاف لأنّه يسبّب القلق للكثير من الناس".

أمّا بموضوع ​تلوث نهر الليطاني​، فنوّه إلى أنّ "في ​حوش الرافقة​ توفّي شاب بمرض ​السرطان​، وليس من الطبيعي وفاة شباب في العشرينات من العمر بسبب ​التلوث​ في مجرى الليطاني وارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان في المنطقة. المطلوب التحرّك الفعلي من وزارات الطاقة والأشغال والبيئة ومنّا ك​نواب بعلبك الهرمل​، بأن نقوم بدورنا بشكل فعلي لأنّ هذا الموضوع يطال حياة الناس".

ودعا إلى "وقفة احتجاج اعتراضية أمام محطة تكرير ​مياه الصرف الصحي​ في ​بلدة إيعات​ عند الساعة التاسعة من صباح يوم الأحد المقبل".

بدوره، أعلن الحجيري "أنّنا أتينا اليوم إلى قصر عدل بعلبك واطلعنا على أوضاعه وعلى أعمال الترميم والتأهيل الجارية في بعض أقسامه، ونحن في بعلبك نفتّش عن أشخاص يشبهون القاضي حمزة شرف الدين الّذي يمتاز بمناقبيته واندفاعه لتأمين قصر عدل لائق، لذا يجب أن نستفيد منه ومن تعاطيه الإيجابي"، وشكره على "مبادرته لا أن ندينه عبر وسائل التواصل الإجتماعي وبعض الصحف الصفراء، فالأرض هي الّتي تردّ عليهم، وهي واضحة وجلية بأنّ الأعمال تنطلق من فكرة إنسانية، ونأمل أن يكون في بعلبك قصر عدل بديل ولائق".