أكد النائب في كتلة "المستقبل" ​عاصم عراجي​ أن رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​ ليس معتكفا في ​باريس​ كما يصوّر البعض، لافتا الى أنه يعود خلال فترة قريبة، كما شدد على أنه لن يعتذر "مهما طال أسر ​حزب الله​ للحكومة".

وأشار عراجي في حديث لـ"النشرة" الى أن موقف تيار "المستقبل" كان واضحا منذ بداية الطريق لجهة رفضه توزير احد النواب الـ6 ممّن يسمون أنفسهم "النواب السنّة المستقلين"، لافتا الى أن هذا الموقف ليس موجها ضدهم بالمطلق بل لكونهم ممثلين في كتل نيابية أخرى هي كتلة رئيس "​المردة​" ​سليمان فرنجية​، كتلة حزب الله وكتلة "أمل". وقال:"في حال قبلنا بتوزيرهم بعد تشكيلهم كتلة جديدة، فما الذي يمنع أن تخرج علينا كتلة أخرى مصطنعة يوم غد وتطالب بأن تتمثل في الحكومة"؟.

وشدد عراجي على أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري "قدّم الكثير من التضحيات بدءا بالتسوية الرئاسيّة وصولا ليومنا هذا"، مشيرا الى ان "كل ما قام به ليس تنازلات انما تضحيات لمصلحة البلد، وبالتالي آن الأوان كي يلاقيه باقي الفرقاء في منتصف الطريق، لا أن يخلقوا العراقيل ويضعوا المطبات في طريقه". واضاف:"بعدما تم حل العقدتين المسيحية والدرزية كنا على بعد ساعات من اعلان التشكيلة الحكومية قبل ان يتدخّل حزب الله لخلق ما يسمى العقدة السنيّة رابطا تسمية وزرائه بتمثيل أحد حلفائه السنّة".

واعتبر عراجي أن هناك ارتباطات خارجية تدفع حزب الله لعرقلة ​تشكيل الحكومة​، مرجحا أن يكون السبب العقوبات الأميركيّة المفروضة عليه وعلى ​ايران​، وأضاف:"يبدو أنه يضغط بورقة الحكومة اللبنانيّة للتخفيف من هذه العقوبات".

ووصف عراجي الوضع الاقتصادي بـ"الصعب جدا"، لافتا الى ان كل المؤشرات الاقتصاديّة لا تبشّر بالخير وتُظهر ان الوضع يتدهور يوما بعد يوم على كل المستويات. وقال:"وقد رأينا بالأمس معاناة المواطنين مع أصحاب المولدات، وبالتالي اذا استمرّ الفراغ الحكومي فإنّ الكثير من الأزمات ستنفجر بوجه اللبنانيين، لذلك على حزب الله تحمل المسؤولية والافراج عن الحكومة قبل فوات الأوان".

وتطرّق عراجي الذي يرأس لجنة الصحة النيابيّة للبطاقة الصحيّة التي أقرتها اللجنة مؤخرا واحيلت الى الهيئة العامة، واصفا النجاح باقرارها باطار قانون بـ"الانجاز الكبير، خاصة وان 50% من اللبنانيين لا يملكون أيّ تغطية صحيّة خارج وزارة الصحّة التي تعاني في كثير من الأوقات بنقص في الاعتمادات". وأضاف:"المفروض أن يمر هذا المشروع من دون اي اشكالية باعتبار انهيعني جميع اللبنانيين وهو لا يحقق مكسبا لفئة منهم او لفريق سياسي معين"، موضحا انه "تمّت الاستفاضة في النقاش بمصادر التمويل، وقد خُصّصت 7 جلسات للموضوع، فاقترح تأمين التمويل من الخليوي او من خلال مبلغ 100 دولار اميركي يدفعه المواطن المستفيد من هذه البطاقة بشكل سنوي".