أطلقت الجمعية الطبيّة ال​لبنان​ية للصحة الجنسية (LebMASH) بدعم من صندوق "أغنس فاريس الخيري"، حملة توعوية تحت عنوان "HINAD"، تهدف إلى "تغيير الصور النمطية تجاه ​المثلية الجنسية​، وبالتالي رفع الوعي حول الظروف الصحية المرتبطة بها".

وتسعى الحملة الممتدّة على مدى شهر تشرين الثاني الحالي، إلى "التشديد على أنّ المثلية الجنسية ليست مرضًا، إنّما هي حالة طبيعية". كما تتوخّى التحذير من "مخاطر وعدم جدوى محاولات "تغيير الميول الجنسية (SOCE)" من المثلية الجنسية إلى المغايرة الجنسية".

في هذا الإطار، لفت رئيس الجمعية الطبية اللبنانية للصحة الجنسية شادي ابراهيم، إلى أنّ "الجمعية تأسّست عام 2012 على يد اختصاصيّين وخبراء في مجال الرعاية الصحيّة، بهدف تطوير وتحسين خدمات الصحة الجنسية في لبنان، من أجل تحقيق العدالة في النظام الصحي، مع التركيز على تحسين الصحّة الجنسيّة وصحّة الفئات المهمّشة، مثل المثليّين والمثليّات والمزدوجين/ات جنسيًّا ومتغيّري/ات النّوع الإجتماعيّ، أي أفراد مجتمع "الميم" الّتي يتعرّض أفرادها لممارسات طبية مؤذية".

وركّز على "أنّنا نجتمع اليوم حول الحملة الإعلامية بهدف أمرَين أساسيَّين: أوّلًا، تأكيد أنّ المثلية الجنسية ليست مرضًا ولم تعد تُصنّف كمرض منذ أكثر من 30 أو حتّى 40 عامًا، وفق تصنيفات ​الأمراض​ النفسية عالميًّا، إقليميًّا وحتّى محليًّا. ثانيًا، تسليط الضوء على ممارسات تغيير الميول الجنسية الّتي تتمّ من دون أي إثبات علمي، وهي ممارسات مؤذية ومضرّة بالصحة".

بدورها، أوضحت رئيسة الجمعية اللبنانية لعلم النفس (LPA) إيمي كرم، أنّ "الجمعية ترتكز عادة على الأبحاث العلمية الّتي تدعم نشاطاتها وممارساتها المهنية. وانطلاقًا من هذا، فإنّ الجمعية لا تعتبر المثلية مرضًا، كونها ظاهرة طبيعية وسليمة تختصّ بالتصرّف البشري والعلاقة البشرية، وبالتالي ليس لها أي عوارض، حتّى نضعها في خانة المرض".

ونوّهىت إلى أنّ "لذلك، نجد أنّ معظم المراجع العلمية غيّرت التعريف حتّى بات "الاتجاه الجنسي"، عوضًا عن تسميته "المرض الجنسي"، مشدّدةً على "ضرورة دعم أهل المثليين والمثليات وعائلاتهم، ليس فقط لناحية تقبّلهم المثلية الجنسية، إنّما لتوعيتهم حول آلية التعاطي مع المجتمع ومواجهته، حيث يكون عادةً قاسيًا في أحكامه"، مؤكّدةً "أهمية تنظيم المداخلات التوعوية في ​المدارس​ و​الجامعات​، كون هؤلاء الأشخاص يتعرّضون للعديد من مظاهر التنمّر بسبب اختلافهم، وبالتالي السعي إلى تطوير المجتمع وخلق بيئة سليمة وآمنة".