نقلت صيفة "الجمهورية" عن قريبين من رئيس الوزراء المكلف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​، تشديدهم على أنّه "لن يُستَدرَج إلى هدر الوقت والجهد في مساومات عقيمة حول عقدة مصطنعة لم تكن مطروحة أساسًا. ليس فقط لأنه يرى فيها استدراجاً إلى الفخّ، ورغبة من "​حزب الله​" في السيطرة على قرار الحكومة والبلد، بل لأنّه يَعتبر اختلاق هذه العقدة ذريعة لمنع ولادة الحكومة في هذه المرحلة، بعدما كانت العُقَد الأخرى قد حُلَّت ونضجت لحظة التأليف".

ولفتت هذه الأوساط القريبة من الحريري، إلى أنّه "يشعر بالملل من مسار التأزّم السياسي الدائم في ​بيروت​. وقد خاب ظنّه

في كثير من الأمور الّتي كان يراهن عليها: هو جاء إلى الحياة السياسية والحكومة بعد اغتيال والده رئيس الحكومة السابق ​رفيق الحريري​، متعهّدًا أن يستكمل مشروعه للإعمار، لكنّه وجد نفسه محاصَرًا ولا يستطيع العمل"، مذكّرةً بأنّه "تمّ إسقاط حكومته عام 2011 ، فأمضى أعوامًا خارج السلطة والحياة السياسية. وعندما قرَّر العودة، لم يكن هاجسه الزعامة، بل ملء الفراغ الّذي أدّى إلى اختلال التوازن السياسي، ووقوع السلطة في يد فريق واحد".

وركّزت على أنّه "إذ يعمل الحريري اليوم لإرساء هذا التوازن، في عهد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، يبدو الفريق الآخر مصمِّمًا على السيطرة واستخدام فائض القوة"، مركّزةً على أنّه "تمّ اتهام فريق "​14 آذار​" بأنه يعطّل البلد بسبب تركيزه على ملفات لا جدوى من طرحها، كسلاح "حزب الله" ومشاركته في القتال في ​سوريا​ و​المحكمة الدولية​. وها نحن اليوم نطوي صفحة السلاح ولا نتحدث عن التورّط في الحروب الإقليمية ونترك للمحكمة الدولية أن "تشتغل شغلها"، ونرفض الإدانة المسبقة والانتقام ونمدّ يدنا، ولكنّ الفريق الآخر يزداد تعنُّتًا".