أكد النائب ​سليم سعادة​ أن "​لبنان​ أرخبيل من الجزر ​الطائف​ية، تسعى كل جزيرة منها، باستمرار ودون كلل أو ملل، أن تزيد من حصتها في الدولة على حساب الجزر الأخرى. ولكل جزيرة ارتباط بالخارج، بعضه أقوى وأوثق من ارتباط الداخل، ولا يجمع بين جزر الأرخبيل سوى السلم الأهلي و​الليرة اللبنانية​"، لافتا إلى أن "اللبنانيين اكتشفوا بسبب الحرب الأهلية، أن أسوأ دولة هي أفضل من اللادولة".

وفي كلمة له خلال إقامة "مجلس إنماء ​الكورة​"، حفل عشائه السنوي، في مطعم "الأوكتاغون" في بلدة ​كفرحزير​، بمناسبة الذكرى السنوية 27 لتأسيسه، أوضح سعادة انه "علينا هنا ألا ننسى فضل ​الأجهزة الأمنية​ والعسكرية في محاربة ​الإرهاب​ وتثبيت السلم الأهلي. أما بالنسبة إلى الليرة اللبنانية، فيسعى ​مصرف لبنان​ جاهدا إلى تثبيت سعر الصرف على الرغم من ​الفساد​ والهدر وسوء إدارة الطبقة السياسية لإنفاق الخزينة ومواردها، منذ أن كان الطائف. لقد أصبح اليوم، عبء ​الدين العام​ السنوي من الفوائد وأكلاف الهندسات المالية، نسبة إلى الناتج المحلي أو دخل لبنان السنوي الأعلى في العالم على الإطلاق، وهكذا تخطت الطبقة السياسية مقولة أنفق ما في الجيب يأتي ما في الغيب، إلى مقولة أنفق ما في الغيب، مش عيب مش عيب. ويقابل هذا الإنفاق الغيبي عجزا تاما عن تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، بدءا بكارثة ​الكهرباء​ وانتهاء بكوارث البيئة والنفايات الصناعية والمنزلية".

ولفت الى أنه "بشأن الخلاف على الحقائب الوزارية، فهناك حقائب سيادية، وباستثناء الداخلية والمالية فهي حقائب Prestige، ليس إلا. وحقائب خدماتية لتعزيز شعبية هذا الفريق السياسي، أو ذاك. وحقائب ثانوية، هي حقائب جلدية أصلية، لكنها ليست سينيه، أي أنها ليست من صنع شنال، أو فارزاتشي. وهناك حقائب هواء يكون الوزير فيها مسؤولا عن الفراغ او فارغا من المسؤولية".

وأشار الى انه "بالنسبة للمجتمع المدني العلماني واللاطائفي والتغييري والوطني، فلا حصة له في هذا النظام الطائفي. نعيش على هامش النظام كالفسيفساء، ونقيم في قوارب نجاة على سواحل تلك الجزر، حتى يأتي الله أمرا كان مفعولا. أو حتى تتغير رغبة الناس في إنتاج مجالس نيابية مستنسخة عن سابقاتها".

وسأل سعادة "هل الناس يائسة أو بائسة؟ وهل هذا النظام الطائفي قابل للحياة والاستمرار وسط التخبط المالي والاقتصادي وما بينهما من واقع فاسد وآسن؟، لست أدري".

وشدد على أنه "بثوابت إيجابية توفر بعض المناعة لما نحن فيه من حال، أولها تحويلات اللبنانيين من الخارج رغم تناقصها نسبيا عما كانت عليه. وثانيها الثروة الغازية والنفطية، التي يحتمل أن نجني ثمارها خلال عقد من الزمن. وهنا استذكر قصة حقيقية عن شاب مسرف ينتظر أن يرث خاله الغني عند وفاته. ولما حال الخال أن يضبط إنفاق الشاب التجأ المسرف إلى المرابين ليستدين بفوائد مرتفعة، وكان يمهر سندات الدين بتوقيعه مع شرط أن يكون الاستحقاق غب وفاة الخال. وهكذا حالنا في لبنان ننفق بدون حساب غب مبيع الغاز".