لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية الى أن "معاناة المدنيين في ​اليمن​ ليست أسوأ أزمة إنسانية، إنها جريمة"، واصفة معاناة المدنيين في اليمن بالصادمة، مشددة على أن الغرب لا يمكنه الاستمرار بغض النظر عما يحدث فيها.

وأشارت إلى أن "نصف سكان اليمن البالغ عددهم 22 مليون نسمة على شفا الموت جوعاً، إذ أن 1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وبالنسبة للكثيرين فقد فات الآوان بالفعل"، مضيفة أن "​الأمم المتحدة​ تتوقع أن تشهد اليمن أسوأ مجاعة على مدار قرن، وكانت الأمم المتحدة حذرت من المجاعة في البلاد قبل اندلاع الحرب أي قبل حوالي أربع سنوات، وكان اليمن حينها يستورد تقريباً كل طعامه، وقد تدهورت الأوضاع منذ ذلك الحين بشكل لا يمكن تصوره".

وذكرت الصحيفة أن "​منظمة الصحة العالمية​ كانت قد حذرت الشهر الماضي من أن هناك نحو 10 آلاف اصابة ب​الكوليرا​ أسبوعيا في اليمن، إلا أن البعض يقدر أن الرقم الحقيقي هو خمسة أضعاف هذا الرقم"، مؤكدة أن "البلد بأكمله أضحى في حالة فوضة كاملة"، مشيرة إلى أن "الصراع بدأ في اليمن عندما شن التحالف بقيادة ​السعودية​ مواجهة مع ​الحوثيين​ الذين أطاحوا بالرئيس اليمني المعترف به دولياً مما أدى إلى تصاعد الأزمة في البلاد وغذى التطرف والحركة الانفصالية الجنوبية".

ورأت أن "هذه العوامل تؤكد أن التوصل للسلام في اليمن أصعب من أي وقت مضى"، مشيرة إلى أن "​العنف​ اشتد في البلاد منذ دعوة ​الولايات المتحدة​ لوقف اطلاق النار الشهر الماضي، كما أن القتال الدائر في ميناء ​الحديدة​ هذا الأسبوع، دفع بمبعوث الأمم المتحدة لتأجيل المباحثات حتى نهاية العام الحالي".

ولفتت الى أن "الحوثيين عمدوا إلى منع دخول المساعدات لليمن واستخدموا المدنيين كدروع بشرية، كما دفعوا بعناصرهم للتمركز في ​مستشفى​، ولم يتبق إلا مستشفى واحد يعمل في الحديدة"، منوهة إلى أن "قوات التحالف تحاصر ​الميناء​ - الذي كان يستقبل 80 في المئة من الواردات كما أنها تنفذ الضربات الجوية الضخمة التي أودت مؤخراً بحياة 40 طفلاً كانوا في حافلة مدرسية".

واعتبرت أن "كل هذا كان له تأثير ضئيل وتطلب الأمر قتل الصحافي السعودي ​جمال خاشقجي​ في ​إسطنبول​ لدفع ​واشنطن​ لإصدار قرار بوقف اطلاق النار"، مشيرة إلى أن "​بريطانيا​ على الأقل تقترب من اتخاذ موقف أقوى وذلك بعدما أنهت معارضتها ل​مجلس الأمن الدولي​ في طرح قرار يهدف إلى وضع مزيد من الضغوط على السعودية والحوثيين لإنهاء القتال والسماح بتقديم المساعدات، لكن إلى أن تتوقف بريطانيا عن بيع الأسلحة للرياض ومشاركتها المعلومات الاستخباراتية، "سنظل متواطئين، في الجريمة"