لفت رئيس الوزراء المكلف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​ إلى أنّه "يُقال إنّ هناك كلامًا "بِحنِّن" وكلامًا "بِجَنِّن" وأنا لست من جماعة الكلام الّذي "بِجنّن" ودائمًا كنت أحب أن أرى النصف الممتلئ من الكأس"، منوّهًا إلى أنّ "كلّ ال​لبنان​يين يعرفون أنّ خطابي السياسي محكوم دائمًا بالتفائل رغم التهديدات".

وركّز في مؤتمر صحافي على "أنّنا إذا أردنا أن نعدّ أيام تعطيل الدولة والمؤسسات منذ عام 2005 إلى الآن، احسبوا معي فسيظهر معنا أنّ ​الشعب اللبناني​ وضع من ​الدين العام​ في التعطيل بحجم نصف الدين. يمكن هناك جهات لا تحب أن يأخذ البلد فرصة ولا تحب أن يكون هناك حكومة في لبنان"، مبيّنًا "أنّني اليوم لا أريد الدخول بأيّ عملية غش للبنانيين وأقول لهم إنّ الوضع جيّد، ولا أستطيع الحديث عن تدوير الزوايا ولا أستطيع إقناعهم بنظرية "أمّ الصبي"".

وأوضح الحريري أنّ "الحقيقة أنّ تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير والبعض يسمّيه حاجز "نواب سنّة ​8 آذار​"، وأنا برأيي هو أكبر من ذلك بكثير. أرى أنّ هناك قرارًا من "​حزب الله​" بتعطيل تشكيل الحكومة وآنا آسف أن يضع "حزب الله" نفسه بموضوع المسؤولية"، مشيرًا إلى "أنّني ما كنت أتصوّر أن تُدار الأمور بهذه الطريقة وأن تُرمى الأمور بوجه رئيس الجمهورية قبل أن ترمى بوجهي"، مؤكّدًا أنّه "لم يكن هناك استلشاء بموضوع النواب السنة وجوابي كان واضحًا منذ اللحظة الأولى ولم أناور وقلت لـ"حزب الله" وللجميع إنّ هذا الأمر لا يمكن أن يمرّ، ورفضي كان منذ البداية وليس في ربع ساعة الأخيرة".

وسأل "الجميع شاركوا بالإستشارات، فلماذا لم يسمّوا أحدًا من النواب السنة؟"، معلنًا "أنّني لم أكن راضيًا عن الكثير من المعايير بتأليف الحكومة واصطدمت مع الكثير من الأفرقاء، وكنت أعتبر أنّ كلّ محاولة لخلق أعراف جديدة هي أمر غير مقبول"، لافتًا إلى أنّ "الجميع يعلم أنّني أخذت أمورًا في صدري لا تريدها طائفتي وتحمّلت ضغوطًا وخسائر، وكنت أقول دائمًا إنّ لبنان يستأهل التضحية، والتنازل لمصلحة البلد ربح وليس خسارة"، جازمًا أنّ "بعد كلّ ما حصل، أنا لا أقبل اتهام سعد الحريري بالتحريض الطائفي، وعندما نقول إنّ تيارنا عابر للطوائف فإنّنا نقول الحقيقة. الأحزاب الطائفية معروفة في البلد وأنا "بيّ" السنّة وأعرف أين مصلحتهم".

كما شدّد الحريري على "أنّني أعرف كيف أحمي السنّة وأدافع عن قضاياهم، ولا يمكن تحت أي ظرف طائفي أن نكون ملحقين بأحد، ولا نقبل أن يكون هناك طغيان أي طائفة على السنّة"، مفسّرًا أنّه "ليس صحيحًا أنّني أريد احتكار التمثيل السني في الحكومة، والدليل أنّ هناك وزير من حصة رئيس الجمهورية واتفقت على إسم مع رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​"، منوّهًا إلى "أنّني أعرف أنّ هناك تميثلًا خارج "​تيار المستقبل​" ولهذا لم أحتكر التمثيل السني".

وتساءل "تريدون الحديث مَن منع الفتنة في البلد، هم نحن. من دعم الجيش؟ نحن. من منع انتقال الحريق السوري إلى لبنان؟ نحن. من اعتبر التسوية السياسية سبيل الوحيد لحماية البلد هو نحن. ليس سعد الحريري من يقبل بتعطيل البلد وشلّ المؤسسات وأكبر دليل ما حصل في مجلس النواب أمس"، مركّزًا على أنّه "ليس سعد الحريري من يقبل بتخريب ​إتفاق الطائف​ وخلق أعراف جديدة والتعدّي على الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية".

وبيّن أنّ "الوفاء يكون للبلد ومصالح الناس ونحن مدرسة وفاء في لبنان وأوفياء للإستقرار، ولا أحد يزايد علينا. لا أحد من كلّ الزعماء أكبر من لبنان، ومشاكلنا أكبر من كلّ الكلام الّذي تسمعونه، ولا يمكن لأحد التبرؤ من مسؤولية إضعاف الدولة"، جازمًا أنّ "الحكومة حاجة وطنية وتأليفها سهل جدًّا إذا عدنا إلى الأصول، وهذه المهمّة عندي وعند رئيس الجمهورية ​ميشال عون​"، مؤكّدًا "أنّني قمت بما عليّ، والحكومة جاهزة وليتفضّل الكل يتحمّل مسؤوليّته حتّى يمشي البلد".

وذكر الحريري "أنّني تكلّفت من قبل 112 نائبًا وقمت بمشاورات والتقيت الجميع، والنواب عبد الرحيم مراد، عدنان طرابلسي ، فؤاد مخزومي وأسامة سعد أتوا بمفردهم، والبقية أتوا مع كتلهم وبدأ التفاوض ومن كان يفاوض بإسمهم هو "حزب الله"، وكنت واضحًا برفض تمثيلهم"، سائلًا "لماذا نفتعل المشاكل؟ أنا سعد الحريري أقول لكم لو أتوا ككتلة واحدة كنت مجبورًا على تمثيلهم".

وجزم "أنّني لم أعد قادرًا على إقناع نفسي بأنّني "أم الصبي""، لافتًا إلى أنّ "إتفاق الطائف هو دستورنا وكلّ الإستقرار الموجود هو بسبب الطائف وأنا أؤكّد على هذا الإتفاق"، منوّهًا إلى "أنّني لا أشكّك بنيّة "حزب الله" ولكن هذا المشكل تمّ افتعاله وأعرف موقفي، وأعرف أنّ هناك سنّة خارج "تيار المستقبل"، وليس "حزب الله" من يقول لي عليك تمثيل فلان أو علان"، مبيّنًا "أنّني كنت أؤكّد أنّ المشكل داخلي واليوم المشكلة جوهرية بكيفيّة إدارة الحكومة، وبكلّ محبّة أقول إنّه لو كان النواب السنة ضمن كتلة واحدة، لكنت مجبرًا على تمثيلهم".

وأفاد الحريري بأنّ "هاك واقعًا حقيقيًّا سيواجهه لبنان وهناك عقوبات مرّت في ​الكونغرس الأميركي​، وسيوافق عليها الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، وهذا الواقع سنواجهه ومنذ البداية قلنا إنّ "حزب الله" يمثّل جزءًا من الشعب اللبناني ونحترم ذلك"، معلنًا أنّه "لو كان هناك حلّ للعقدة الحكومية، لكنت ذهبت إلى رئيس الجمهورية"، مشيرًا إلى أنّ "​قانون الإنتخاب​ سمح لـ"سنة 8 آذار" بالتمثيل وأنا كنت أعلم أنّني سأخسر في هذه الإنتخابات ولكن لن أدفع الفاتورة مرّتين".

ورأى أنّ "موضوع ​السعودية​، كل يوم تكتب الصحف والتلفزيونات عن الموضوع، وهذا ضمن حملة التهويل عليّ وهناك محاولات لكسر سعد الحريري ولن أنكسر". ووجد أنّ "ما حصل في الملف الحكومي هو في وجه رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية"، مؤكدًا أنّ "الوضع الإقتصادي محرج، يجب العلاج الدقيق له، ولدينا إمكانية للخروج من هذه الأزمة بسبب "مؤتمر سيدر" و"مؤتمر بروكسل"، لكن لماذا نعطل وعلى من؟ على الناس، كلّ الأفرقاء الّذين تفاوضت معهم موافقين على "سيدر"". كما أوضح "أنّني انتظرت إلى اليوم للردّ على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد ​حسن نصرالله​ بعد التفكير بوضع البلد، وفي النهاية سيقول موقفه وأنا قلت موقفي اليوم".