بيّن سفير ​الجزائر​ في ​لبنان​ أحمد بو زيان، خلال إطلاقه مجموعة سفراء ​إفريقيا​ المعتمدين لدى لبنان، إلى أنّ "إنشاء هذه المجموعة نابع من إرادة وحرص السفراء المعنيّين على إيجاد آلية للتشاور الدوري والمنتظم مع إخواننا اللبنانيين، من أجل تعزيز التواصل وترقية العلاقات التاريخية بين لبنان والقارة الإفريقية في كلّ المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والعمل على إبراز إمكانات إفريقيا على الصعد كافّة".

وركّز على أنّ "لعلّ من العوامل الرئيسية الّتي ستساهم في إنجاح هذه المبادرة، أوّلًا التفاعل السياسي والإجتماعي والإقتصادي المتزايد للجالية اللبنانية في إفريقيا. ثانيًا، التعاون العربي الإفريقي الّذي نسجته قرون طويلة من الحراك الإجتماعي والتفاعل الحضاري بين الشعوب العربية والإفريقية، وأفضت هذه العلاقات إلى نشأة تعاون عربي إفريقي منذ سبعينيات القرن الماضي، بعد انعقاد مؤتمر ​القمة العربية​ الإفريقية الأول في عام 1977، وتقدم مؤسسات التمويل العربية الثنائية ومتعددة الأطراف العون الإنمائي الفتي والمالي للدول الإفريقية".

وأوضح بو زيان، أنّ "ثالثًا، خطة التنمية الإفريقية 2063 الّتي تسعى إفريقيا من خلالها إلى أن تكون قوية ومؤثّرة على المستوى العالمي. رابعًا، مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا "NEPAD" الّتي تنصّ على القضاء على ​الفقر​ ووضع بلدانهم بصورة فردية وحماية".

ولفت إلى أنّ "من نشاطات هذه المجموعة، القيام بزيارة مجاملة إلى وزير الخارجية بعد ​تشكيل الحكومة​، بالإضافة إلى اجتماعات دورية وإحياء يوم إفريقيا في 25 أيار من كلّ عام، وتنظيم نشاطات اقتصادية وثقافية ورياضية تبرز إمكانات وقدرات القارة الإفريقية، ودعوة السفراء المعتمدين في لبنان لإطلاعنا على تجارب التعاون بين دولهم والقارة الإفريقية".

في هذا الإطار، رأى سفير تونس كريم بو دالي، أنّها "مبادرة طيّبة جدًّا ومباركة وستكون هذه المجموعة فضاء تواصل بين السفراء الأفارقة المعتمدين في لبنان، لتبادل الآراء بالتباحث في الشؤون الّتي تجمع كلّ البلدان الإفريقية. كما ستكون إطارًا للتواصل مع المسؤولين اللبنانيين باعتبار ذلك سيسمح ببحث إمكانيات التعاون المتاحة وآفاق تطويرها في المستقبل. وهذه الخطوة أتت مشتركة بين السفراء الأفارقة، ونأمل تطوير هذا الفضاء وتدعيم نشاطه مع مختلف السفراء".

أمّا سفير المغرب أمحمد كرين، فنوّه إلى أنّه "سيكون لهذه المجموعة إطار تشاوري لبحث كلّ الوسائل التي من شأنها أن تدعم علاقات لبنان مع البلدان الإفريقية، وكذلك نطمح إلى أن يكون هناك فضاء لتعزيز العلاقات بين البلدان العربية والقارة الإفريقية وكل البلدان العربية في القارة الإفريقية من خلال سفرائها هنا. ان التواجد اللبناني الكثيف في القارة السمراء قد يساعد في تمتين العلاقات وتعميقها بين العالم والقارة الإفريقية".

في حين أكّد السفير المصري نزيه النجاري "أهمية اجتماع وتنسيق السفراء الافارقة في لبنان، فالقارة الإفريقية لها دور متعاظم على الساحة الدولية، واليوم هناك اتحاد إفريقي ومصر سترأسه قريبًا. وهذا النشاط قد يكون مفيدًا للعلاقة اللبنانية الافريقية. لبنان دولة لها حضور في إفريقيا من خلال الأعمال وفي عدة دول في القارى، وبالتالي من المهم أن نضع إطارًا لهذه العلاقة وتطويرها".