علّقت مصادر "​حزب القوات اللبنانية​"، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، على مواقف رئيس الوزراء المكلف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​، بالقول إنّ "الإطلالة كانت متماسكة في المضمون بلغة هادئة في الشكل، قوية في رسائلها، منطقية في

تسلسلها، حيث أنّ العرض الّذي قدّمه هو عرض قوي ومتين، خصوصًا مع تأكيده أنّه لا ينطلق من اعتبارات ذاتية أو شخصية ضدّ "سنّة ​8 آذار​"، بل من اعتبارات موضوعية ومنطقية، أي أنّه لم يكن هنالك من كتلة اسمها "سنّة 8 آذار" في لحظة خوض ​الإنتخابات النيابية​، أو في لحظة استشارات التكليف والتأليف".

وبيّنت أنّ "مصدر قوة سعد الحريري هو أوّلًا هذا التسلسل المنطقي للأمور بأنّ هناك قرارًا سياسيًّا بتشكيل هذه الكتلة، بينما الوقائع السياسية كانت مختلفة تمامًا، إن في خوض الإنتخابات أو في الإستشارات، وهناك معيار اعتمَده على هذا الأساس ولا يمكن أن يعتمد معايير غُبّ الطلب بإشراك كتلة كانت موزّعة على مجموعة كتل"، مشدّدةً على أنّ "قوّته المركزية والأساسية هي أوّلًا هذا الخلل على هذا المستوى".

وأوضحت المصادر أنّ "قوّته الثانية أنّ الأمور كانت فعلًا على مسافة ساعات من التأليف، لو لم يضع "​حزب الله​" "الفيتو""، لافتةً إلى أنّ "قوّته الثالثة أنّه على تواصل وتكامل مع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، الأمر الّذي يمكّنه فعليًّا من أن يعطي موقعه مزيدًا من القوة على المستوى الدستوري".

وركّزت على أنّ "لذلك، كل الإعتبارات تصبّ عمليًّا في مصلحته، فضلًا عن أنّه يشكّل حاجة اقتصادية وحاجة دولية وعربية، ولا يوجد أي منافس سنّي له، وأظهرَ أنّه لا يحتكر، كما يقول "حزب الله"، المكوّن السني، بدليل تفاهمه مع رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ الّذي خاض كلٌ من موقعه الانتخابات، وأيضًا هناك تمثيل عند رئيس الجمهورية. لذلك، كلّ المنطق الّذي قدّمه يَصبّ في مصلحته".

وشدّدت المصادر على أنّ "في نهاية المطاف وبطبيعة الحال، الأمور في مراوحة سياسية، وكل الأمل في هذه اللحظة أن تكون مراوحة هادئة وليس ساخنة لإفساح المجال أمام الوساطات الّتي يتوّلّاها رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ مُكَلفًا من الرئيس عون"، مؤكّدةً أنّ "هذا الدور مطلوب، ومطلوب باستمرار أن يكون هناك وساطات ومساع من أجل الوصول إلى حل، وأيّ مسعى هو مبارك من أجل الخروج من النفق الّذي وصلت إليه الأمور، لأنّ البلد في حاجة إلى حكومة".