كشفت معلومات لصحيفة "الجمهورية" أنّ "رئيس الوزراء المكلف ​تشكيل الحكومة​ ​سعد الحريري​ ما كان ليبقّ البحصة الكبيرة أمس لو لم يتأكّد بالدليل أنّ "​حزب الله​" لا يريد حكومة في ​لبنان​، ولو لم يتأكّد أنّه حتّى لو تساهل في موضوع توزير "سنّة ​8 آذار​"، فسيجد الحزب عقدة أُخرى في الحقائب أو غيرها، لتعطيل تأليف الحكومة".

وأوضحت أنّ "قراءة الحريري ورئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في هذا الموضوع واحدة، وهذا كان سبب كلام الرئيس عون الواضح في مقابلته التلفزيونية عن عدم جواز توزير نواب لا يشكّلون كتلة برلمانية"، لافتةً إلى أنّ ""حزب الله" الّذي استاء من كلام الرئيس عون، أفهم رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ رسالة واضحة بأن لا مناص من توزير سنة "الحزب"، كذلك أودعه رسائل واضحة عمِل باسيل بنتيجتها على تلطيف موقف عون إلى حدّ إعلان موقف مغاير، وإلى حدّ إطلاق مجموعة من نواب "التيارالوطني" مواقف وسطية في الأزمة بين "حزب الله" والحريري".

وركّزت المعلومات على أنّ "الجميع بات يعرف أنّ لا حكومة في لبنان في المدى المنظور، وأنّ سبب الكلام العالي السقف للأمين العام لـ"حزب الله" السيد ​حسن نصرالله​ يعود إلى موقف إيراني يريد إفهام الجميع في الداخل والخارج أنّ تأليف الحكومة في لبنان هو قرار إيراني، خصوصًا بعدما بدا أنّ اللقاء الّذي جمع الرئيس عون بالرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ قد ساهم في ولادة الحكومة، وهذا ما نظرت إليه الدوائر الإيرانية بارتياب، واستُتبِعَ بتصلّب "حزب الله" المفاجئ في التمسّك بتوزير النواب السنة".

ونوّهت إلى أنّ "دور الوسيط الّذي ارتضاه الرئيس عون بعد كلام نصرالله، وتكليف باسيل الوساطة، لن يكون أكثر من رحلة موقتة، إذ إنّ موانع تأليف الحكومة باتت خارج الحدود، ولم تعد مرتبطة بعقدة سنية أو غير سنية"، مشيرةً إلى أنّ "باسيل يشيع أنه تمكّن من فتح كوّة في جدار الأزمة من خلال طرح إسم ربّما يكون مقبولًا لدى الجميع (من حصة الحريري) ويتحدّث أصحاب هذا الطرح عن شخصية بقاعية يمكن أن ترضي "حزب الله" والحريري".

وشدّدت على أنّ "كل ذلك يكون خانة التكهّنات، في اعتبار أنّ الحريري سيرفض أن يدفع ثمن الحلّ من حصته، فيما يتمسّك عون بأن يكون الوزير السنّي من حصته محسوبًا عليه كليًّا، وربما يكون هذا الوزير من حملة بطاقات الإنتساب إلى "التيار"".