يعاني الطالب في ​لبنان​ الأمرّين حين يتخرّج من المدرسة وهنا يبدأ الهمّ الحقيقي. أي الاختصاصات يمكن أن أختار؟ وهل سأجد عملاً بعد أن أتخرّج؟، وكلّ هذه الأسئلة لا يجد عليها أجوبة جازمة تقطع الحيرة التي يعاني منها، وفي أغلب الأحيان يختار الاختصاص الخاطئ فيتخرّج بعدها ويبحث كثيراً دون أن يجد عملاً.

يعود هذا كلّه لوجود فائض في الاختصاصات الجامعيّة في حين أن ​التعليم المهني​ لا يزال يعاني نقصاً كبيراً، خاصةً وأن النظرة إليه هي أن الفاشل يتوجه الى هذا الاختيار، ولكن المفارقة أن في مجال ​التعليم المهني والتقني​ وظائف كثيرة يمكن أن يجدها الطالب.

لأن مستوى القطاع المهني ليس أدنى من مستوى باقي القطاعات، ويضم العديد من الوظائف التي يمكن أن يستفيد منها الطالب، ينظّم المعهد الاوروبي للتعاون والتنمية IECD وجمعيّة "خادمي الغد" منتدى الوظائف والتوجيه 2018 ويجمع في نسخته السابعة الطلاّب من المدارس الأكاديميّة والمهنية، والباحثين عن العمل وأكبر الشركات التي تؤمّن فرص عمل في السوق. وفي هذا الاطار يشير منسق المنتدى نجيب متى أن "ما يهمنا هو أن نطوّر القطاع الصناعي في لبنان خصوصاً وأن الإهتمام يتركّز بشكل أساسي على ​السياحة​ وغيرها من المجالات، التي كانت تدر الأموال، على عكس القطاع الصناعي والزراعي وغيرها التي تعاني من شحّ الوظائف فيها".

"هدفنا أن نساعد ​الشباب اللبناني​ على إيجاد وظائف في القطاع الصناعي وفي المجال المهني والتقني تحديداً"، هذا ما يؤكده متى، لافتاً الى أن "الهدف الى جانب تقوية القطاع الصناعي مساعدة الاشخاص على البقاء في وطنهم وعدم التفكير في ​الهجرة​ لأن أبواب سوق العمل باتت مقفلة بوجههم"، مضيفاً: "معهد التعليم المهني والتقني يعرّف الأشخاص على الشركات الموجودة في البلاد والتي فيها وظائف شاغرة"، مؤكداً أن "أربعين مؤسّسة ستشارك في المنتدى وبمعظمها شركات كبرى وتحتاج الى موظفين".

الى جانب هذا كلّه يتخلّل المنتدى، بحسب متى، محطات توجيهية ل​طلاب المدارس​ في الصفّ التاسع، لإرشادهم إلى الفرص والخيارات التي تتاح لهم بعد انتهائهم من الشهادة المتوسّطة، من خلال التوجّه إلى التعليم المهني ولطلاب المدارس المهنيّة ولا سيّما في الـBT3، لإرشادهم إلى كيفيّة صياغة السيرة الذاتيّة، وإلى الفرص والخيارات التي تتاح لهم بعد حصولهم على الشهادة المهنيّة، والإختصاصات الممكنة إذا ما رغبوا بمتابعة مسيرتهم التعليميّة.

في المحصّلة سيشارك في المنتدى عدد كبير من الشركات الصناعية اللبنانية ومن المدارس المهنية، وسيتمتّع ​الطلاب​ والباحثون عن العمل بإمكانية الحصول على جلسات توجيهيّة لتعزيز قدراتهم على الإنخراط في سوق العمل، ليبقى السؤال: "هل سيدرك المعنيون أن للقطاع المهني في لبنان أهميّة كبرى لانه اذا ما تم استثماره بطريقة سليمة قد يخفف الكثير من البطالة"!.