أكد عضو تكتل "​لبنان القوي​" النائب ​أسعد درغام​، في حديث لـ"النشرة"، أن المشاورات التي يقوم بها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​جبران باسيل​ لا تزال مستمرة لمعالجة العقدة الحكومية، على قاعدة الوصول إلى حل لا يشعر معه أي فريق بأنه "مكسور" أو "مُنتصر"، موضحاً أن الوصول إلى حكومة منتجة يفترض الوصول إلى حلٍّ يرضي جميع الأفرقاء، لافتاً إلى أن باسيل يعمل على تدوير الزوايا لهذه الغاية، مستبعداً أن يكون هناك أي تدخلات خارجية في هذا المجال.

وأشار النائب درغام إلى أن الحل من المفترض أن يكون بالتوافق مع النواب السنّة المستقلين ورئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​، لافتاً إلى أن موضوع أن يكون الوزير السنّي السادس من حصة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ لا أحد يملك القدرة على تحديده إلا رئيس الجمهورية نفسه.

على صعيد متصل، شدّد عضو تكتل "لبنان القوي" على أن جميع الأفرقاء يدركون أن الوضع الإقتصادي في لبنان يتأزم كل يوم أكثر من الذي قبله، الأمر الذي ينعكس على جميع اللبنانيين من كل الفئات والأحزاب، مؤكداً أن أحداً ليس في منأى عن هذه الأزمة، وبالتالي على الجميع أن يشعر بالمسؤولية التي عليه لتقديم التضحيات المطلوبة، مضيفاً: "الغاية ليس تشكيل حكومة فقط، بل أن تكون منتجة لمعالجة مختلف الملفات، لا سيما الإقتصادية والإجتماعية، والقيام بالإصلاحات المطلوبة".

ورداً على سؤال، أشار درغام إلى أن الخلافات التي حصلت خلال مرحلة التأليف لا ينبغي أن تنعكس على عمل الحكومة في المستقبل، مشيراً إلى أن القرارات على طاولة مجلس الوزراء من المفترض أن تتخذ وفق آلية محددة، متمنياً أن يساهم الجميع في تأمين نجاحها.

من ناحية أخرى، تطرق النائب درغام إلى المصالحة التي حصلت بين رئيس تيار "المردة" النائب السابق ​سليمان فرنجية​ ورئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، مشيراً إلى أن أي مصالحة تحصل في البلد، خصوصاً إذا كانت لطيّ صفحة الحرب بين فريقين سقط خلال المواجهات بينهما ضحايا، أمر مرحب به، مؤكداً أن "​التيار الوطني الحر​" يشجع عليها حتى ولو كان يعتبر أنها تأخرت، متمنياً طي كل صفحات الحرب لأن بناء المستقبل يتطلب المسامحة، مشدداً، بعد توجيه الشكر إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على المساعي التي قام بها، على أن هذه المصالحة تعود بالخير على الشمال وعلى كل لبنان.

وأكد درغام أن "التيار الوطني الحر" لا يعتبر أن هذه الخطوة بين "المردة" و"القوات" موجهة ضده، بل هو يأخذها من الزاوية التي جاءت منها، أي بكركي، التي تعمل دائماً على جمع المسيحيين لا سيما الموارنة، قائلاً: "نحن نتطلع أيضاً إلى جمع اللبنانيين كافة، من مسيحيين ومسلمين، الذين كانوا متخاصمين خلال فترة الحرب لطيّ هذه الصفحة بشكل كامل"، مضيفاً: "حتى ولو كانت الغاية أن تكون موجّهة ضدنا والنتيجة كانت المصالحة ونحن نرحب بذلك".