أكدت مصادر الإجتماع بين رئيس "​التيار الوطني الحر​" ​جبران باسيل​ ونواب "اللقاء التشاوري" لصحيفة "الجمهورية" ان "موعد اللقاء تحدد يوم أمس، وكان يفترض ان يعقد قبل يوم أمس، وذلك بعد أخذ ورَدّ ساد حول مكان انعقاده، حيث رفض النواب ان يقوموا هم بالذهاب لزيارة باسيل في ​وزارة الخارجية​ كما سبق وطرح عليهم، وأصرّوا على ان يقوم هو شخصياً بزيارتهم أسوة بالقوى والشخصيات التي قام بزيارتها".

وأشارت المصادر الى انه "في لقاء الأمس الذي تخلله غداء، قدّم باسيل عرضاً للواقع الحكومي والظروف التي مرّ بها التأليف منذ بدايته، وقال: نحن عانينا أزمة الاقصاء والالغاء منذ العام 2005، وأنا من جهتي متضامن ومتعاطف معكم. لقد سبق وقلت وأعود وأؤكد انه اذا كان هناك اعتلال في الشكل، الّا انه في الاساس والمضمون، من حقكم أن تتمثّلوا".

ولفتت المصادر الى أن "النواب الستة قدّموا مداخلات اكدت الحق الكامل لهم بالتمثيل في ​الحكومة​، إن لناحية ما يمثّلون أو لناحية انّ الحكومة الجاري تشكيلها ليست من لون واحد وليست فقط حكومة لتمثيل كتل معينة، بل هي حكومة سياسية، ومطلبنا واضح هو أن نتمثّل في الحكومة وفق تمثيلنا الشعبي وحجمنا الذي أكدته ​الانتخابات​".

وأشارت الى أن "مداخلات النواب ركّزت على مسألة انعدام المعايير في ​تشكيل الحكومة​، وتوجهّت بسؤال الى باسيل: أيّ معيار اعتمدتم في تشكيل الحكومة؟".

وأكدت المصادر أن "باسيل رد على هذا السؤال بقوله انّ رئيس الحكومة المكلف لم يمشِ بمعيار واحد، وسايَر "​القوات اللبنانية​" وأخذ على عاتقه هذا الموضوع. ثم أشار باسيل، الى انّ ​الحريري​ وضع في بعض الحالات معياراً يقول بوزير لكل كتلة من 5 نواب. صدرت ردود من النواب الستة، تقول انه إذا كان المعيار 5 نواب، فكتلته من 20 نائباً، يعني تكون حصته 4 وزراء (هو من بينهم)، وأما اذا كان المعيار 4 وزراء فيعني ذلك أن تكون حصته 5 وزراء (هو من بينهم)، فلماذا يريد أن يأخذ 6 وكل التمثيل السني؟".

وأضافت المصادر أنه "عَقّب باسيل على مداخلات النواب بقوله: لقد وصلت الأمور الى هنا، نحن نقرّ والأكثرية تقرّ بحقكم في التمثيل، ونحن كما تعرفون ضد الاستئثار. لذلك، دعونا نقول بصراحة، نحن نريد ان نسهّل أكثر، ولا نريد ان نكون عقدة، أنا شخصياً أبلغتُ الحريري مساء امس الاول أننا نريد ان نخرج من مسألة المقايضة. (بأن يعود الوزير المسيحي الى حصة ​رئيس الجمهورية​، ويستعيد الرئيس الحريري الوزير السنّي). وفهم من طرح باسيل انّ هذا الأمر يفتح أمام رئيس الحكومة المكلف إمكانية للحل، ويخرجه من إحراج في الوزير المسيحي".

واشارت المصادر الى انّ "باسيل لم يبلّغ الحاضرين ما رَدّ به الحريري على إنهاء مسألة المقايضة معه، وفَضّل في الوقت نفسه ان يبقى كلامه هذا خارج إطار الاعلام، فأصَرّ الحاضرون على إعلانه، وإن لم يفعل باسيل فسيسرّبونه. ثم اقترح باسيل على النواب ضرورة أن يُصار الى لقاء بينهم وبين الرئيس الحريري، فعبّروا عن تجاوب مع هذا الاقتراح وأكدوا ان لا مانع لديهم، خصوصاً انه سبق لهم ان قدّموا اشارات كثيرة في هذا السياق، علماً ان لا عداوة بيننا وبين الحريري، بل هناك خصومة سياسية لا تمنع ان نلتقي، ولا شيء يمنع ان نبادر الى طلب اللقاء في اي وقت، ونحن سنتابع اجتماعاتنا لنتخذ القرار".

ولفتت المصادر الى ان "باسيل أبلغ الحاضرين أننا مكملون معكم، وأينما يمكن ان نساعد سنبادر الى المساعدة. نحن نريد حكومة في اقرب وقت، الوضع أصعب مما تتصورون، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي والمالي. تُمارَس علينا ضغوط خارجية هائلة ،وتردنا إشارات كثيرة. كل يوم هناك ضغوط".