رأت مصادر مواكبة لجهود ولادة الحكومة أن "ما يطرحه رئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ مشروع مشكلة وليس مشروع حل وليست هذه معايير تشكيل الحكومة". وقالت لـ"الحياة": "صحيح أن اقتراح باسيل الانسحاب من المبادلة يضع ​الرئيس ميشال عون​ في موقع محايد، أو يخرجه من التزاماته، لكن هذا لا يحل المشكلة التي هي عند "​حزب الله​". ويجب التنبه إلى مسألة مهمة هي أن حصر تمثيل رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ بستة وزراء سنة يعني إعادته إلى المربع السني في وقت هذا أمر سيئ يخالف الدستور والأعراف في تأليف الحكومات منذ عقود. والهدف من حصر رئيسي الجمهورية والحكومة بالمسيحيين وب​السنة​ تبرير حصر تمثيل الطوائف الأخرى بجهة واحدة لتحويل الطوائف إلى إقطاعيات، وإلا لماذا ​الاستشارات النيابية​ التي يجريها الرئيس المكلف لتسمية وزراء من سائر الطوائف؟ فكل رؤساء الجمهورية والحكومات السابقين كانوا يدلون برأيهم في التمثيل الوزاري في كل الطوائف ولهم وزراء من غير طائفهم. ولا سابقة تحصر دورهم بطوائفهم على الإطلاق وهذا عودة إلى الوراء في تركيب السلطة، فهما معنيان بالتمثيل المسيحي والسني والشيعي وكل الطوائف".

وتنتهي المصادر إياها المطلعة على موقف الحريري إلى القول إنه ليس محرجا في شأن ما قاله باسيل، تعليقا على قول أحد النواب السنة الستة لـ"الحياة" إن باسيل أبلغهم عند لقائه بهم أول من أمس أنه أطلع الحريري على اقتراحه التراجع عن صيغة المقايضة بينه وبين الرئيس عون بحيث يصبح التمثيل السني كاملا من مسؤوليته.

وأشارت المصادر المطلعة على موقف الرئيس المكلف إلى أنه "سواء كان اقترح باسيل ذلك على الحريري أم لا، فإن النتيجة هي أنه يرفض هذا الاقتراح، خصوصا أن الحزب كان رفض تمثيل السنة المستقلين عن "المستقبل" بشخصية مستقلة من خارج النواب الستة، ومن حصة الرئيس عون، وأوصل الأمور إلى جدار مسدود".