اعتبر النائب في تكتل "​لبنان القوي​" ​انطوان بانو​ الى أن المخاض الحكومي طال ولا يزال التأليف يصطدم بعراقيل، لافتا الى أن العقدة السنية تضخّمت مؤخراً وأدخلت معها البلد في شهره السادس من الفراغ الحكومي، والشعب اللبناني ضاق ذرعاً من الانتظار. وقال:" كنا نعلق آمالاً كبيرة على ولادة حكومة قبل حلول ​عيد الاستقلال​ لما تحمل هذه الذكرى من معانٍ ودلالات".

وأشار بانو الى أن "​تشكيل الحكومة​ لا يزال في مهبّ الريح ويتحمّل مسؤولية هذا التأخير كل شخص أو طرف تقدّم بسقوف عالية ومطالب تعجيزية وغلّب طموحاته الشخصية وغاياته السياسية على مصلحة لبنان العليا"، منبها من أن "استمرار هذا التجاذب يُنذر بإبقاء الاستحقاق الحكومي عالقاً وقد يؤدي بالبلاد إلى عواقب وخيمة". وأضاف: "لا يخفى على أحد أنّ العقدة السنيّة قد تضخّمت كثيراً، وبدل من أن تؤدي مبادرة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ إلى حصول اختراق في جدار العقدة، فإنّ اتصالاته في موضوع الوزير السنّي السادس لم تحقّق بعد أي خرق يُذكر، ولا تزال الأزمة الحكومية ترواح مكانها بالرغم من الحلول التي حاول اجتراحها بطلب من رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ الذي أوفده بهدف تذليل العقبات التي تعوق ولادة الحكومة".

ورفض بانو الحديث عن أن مساعي الوزير باسيل قد باءت بالفشل، معربا عن أمله أن يكون "الفرج قريب وأن تبصر النور الحكومة التي يعقد الشعب اللبناني الآمال عليها للنهوض بلبنان من كبوته لتفادي انزلاق البلاد إلى متاهات نحن في غنى عنها".

وشدد بانو على أن "مواقف ​التيار الوطني الحر​ ثابتة راسخة لا تتزعزع، فليس هو من ينقلب على مواقفه ويغيّر آراء، إنما كلّ ما في الأمر أنّ التيار يغلّب مصلحة لبنان العليا على أيّ مصلحة أخرى ضيّقة ويسعى بدأب لتحقيق مصلحة لبنان"، موضحا أنه من هذا المنطلق، أكد الوزير باسيل، في إطار المساعي التي بذلها لفتح كوة في جدار المراوحة الحكومية، على ضرورة الاعتراف بوجود حيثيّة سياسيّة وشعبيّة تمثّل خطاً من الاقليّة السنيّة او جزءاً منها، ومن جهة أخرى يجب أن تكون المعايير قائمة وصحيحة. انطلاقاً من هذه القاعدة، ينشط الوزير باسيل لتفكيك خيوط عقدة تمثيل النواب السنّة المستقلّين بهدف المساهمة في إنقاذ البلاد من الفراغ الحكومي الذي طال أمده.

وردا على سؤال عن تصريح الوزير جبران باسيل ودعوته من أمام لوحة "جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان" في وادي "نهر الكلب" إلى وضع لوحة عن الانسحاب السوري من لبنان، قال بانو: "كان لهذا التصريح وقعه في قاعدة الدولة السورية وجمهور حلفاء سوريا في لبنان وأثار جدلاً واسعاً وطرح التساؤلات حول توقيت هذا التصريح. ويهّمنا التأكيد على أنّ دعوة الوزير باسيل إنما انطلقت من قناعة راسخة بأنّ ​الجيش السوري​ كان آنذاك جيش احتلال بسبب ترسبات الحرب التي خضناها ضده. وليس خفياً أنّ ​إسرائيل​ اعتبرت أنّ باسيل هو سلاح ​حزب الله​ الدبلوماسي، وكذلك ​السعودية​ التي اتهمت باسيل بالارتهان لقرارات حزب الله". وأضاف: "إلا أنه لا بدّ من التأكيد من جديد على أنّ تحالفنا مع الحزب لا يعني أننا أتباعه، ومن هذا المنطلق، يمكننا أن نعبّر عن رأينا بكل حريّة وصراحة".

وتطرق بانو للوضع الاقتصادي، فاعتبر ان "ما يشهده لبنان اليوم لم يسبق أن شهده في السنوات الماضية، فبات ثلث اللبنانيين يعيشون ما دون عتبة الفقر وأصبحت الأزمة الاقتصادية شبه كارثيّة في ظل ارتفاع مستوى ​الدين العام​، وتفاقم العجز، وضيق الأوضاع الماليّة"، لافتا الى ان تداعيات الصراع الدائر في سوريا، بما فيها الأعداد الكبيرة من النازحين، أثرت على النمو، كما فرضت ضغوطاً على البنية التحتية والخدمات العامة وكبّدت الاقتصاد تكاليف باهظة. وقال: "الوضع الاقتصادي غير سليم لأننا نشهد نمواً ضعيفاً في الناتج القومي، وبنفس الوقت لدينا مشاكل داخليّة لها علاقة بالنزوح السوري. كذلك الحرب في سوريا أدت إلى إقفال الحدود مما خفّف صادراتنا. كما أنّ الفسحة الماليّة ضيّقة جداً فنحن نتخطّى 83% من الإنفاق العام بين رواتب ومخصّصات القطاع العام، وكلفة الدين العام التي بلغت 5 مليارات في العام 2018، وكلفة دعم الكهرباء، وكبّدت ​سلسلة الرتب والرواتب​ الخزينة أعباءً ثقيلة".

وختم بانو: "لبنان ليس دولة مفلسة ولديه الإمكانيات للإستمرار. لقد مررنا بحروب منها داخليّة وأخرى خارجيّة وبأزمات بسبب قرارات دوليّة ومحليّة، وكنا دائما على ثقة في إيجاد المخارج التي تحمي استقرار سعر صرف الليرة والإستقرار التسليفي للبنان".