من رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ الى نواب ​كتلة الوفاء للمقاومة​ وعلى رأسهم ​محمد رعد​، مروراً برئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، وصولاً الى رئيس ​التيار الوطني الحر​ وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ فالنواب الأعضاء في "اللقاء التشاوري"، يمكن القول أن ما من أحد من هؤلاء المعنيين بتشكيل الحكومة تغيّب عن ​القصر الجمهوري​ حيث إستقبل ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ المهنئين بالعيد الـ٧٥ للإستقلال.

حضر الجميع لتقديم التهنئة ب​عيد الإستقلال​ وكانت الحكومة الغائب الأكبر لماذا؟ " لأن ما من تقدم ملموس برز لا خلال الدردشات الجانبيّة ولا في الخلوة الثلاثيّة التي جمعت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وسعد الحريري" تقول المصادر المتابعة، وتضيف، "بما أن الحريري لا يزال يتعاطى مع النواب السنّة المستقلين بفوقيّته المعهودة، فذلك يعني أن الأمور ستسوء أكثر فأكثر" وفي هذا السياق سألت المصادر عينها " هل قول الحريري رداً على سؤال عن إحتمال لقائه النواب السنة المستقلين، " وين في نواب سنّة مستقلّين؟ مستقلين عن مين؟ يؤشر الى ولادة قريبة للحكومة؟ بالتأكيد لا ولا يؤشر إلا الى عكس ذلك".

هذا اليوم الإستقلالي الطويل في بعبدا، أثبت وبما لا يقبل الشك أن كل فريق لا يزال على موقفه من مسألة توزير سُنّة الثامن من آذار، ما يعني أن الحريري لا يزال يرفض تمثيلهم من حصته وكذلك يفعل رئيس الجمهورية، كل ذلك مقابل تمسّك ​حزب الله​ و​حركة أمل​ بإعطاء مقعد سنّي لـ"اللقاء التشاوري"، وأثبت أيضاً أن المساعي التي يقوم بها الوزير باسيل منذ أسابيع، لم تنجح بتحقيق الخرق المطلوب في جدار الأزمة الحكومية. هذا ما أكدته أيضاً الأجواء التي رشحت من الخلوة الثلاثية بين عون، بري والحريري. خلوة لم تمتدّ لأكثر من عشر دقائق، والحديث الحكومي فيها لم يحظَ بأكثر من ثلاث دقائق، ولو كان الجو إيجابياً لتوجّه الحريري الى الإعلاميين معلناً الإتفاق على تشكيل الحكومة، ولكانت هديّة عيد الإستقلال للبنانيين، حكومة وحدة وطنية طال انتظارها لأكثر من سبعة أشهر، تاريخ تكليف الحريري تشكيلها.

لكل ما تقدم، لا حكومة في القريب المنظور، وبما أن الحريري لا يزال يرفض حتى لقاء نواب "اللقاء التشاوري"، فهذا يعني أن "حزب الله" سيتمسك أكثر فأكثر بتمثيلهم، الأمر الذي يؤشر الى مزيد من التعقيد والى مزيد من الصعوبات التي ستعترض الوزير باسيل في مسعاه الحكومي، لذلك وبعدما كان يطرح السؤال هل سنشهد حكومة قبل عيد الإستقلال؟ أصبح من الممكن طرحه بهذه الطريقة، هل ستكون الحكومة هدية اللبنانيين الميلاديّة أم أن التعطيل سيستمر الى ما بعد رأس السنة؟ وماذا عن الوضع الإقتصادي الضاغط في حال إستمرار البلد من دون حكومة؟.