أكد البطريرك الماروني الكردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، خلال زيارة الاعتاب الرسولية، أن "الزيارة تأتي لتجديد ايماننا الشخصي كرعاة للكنيسة المارونية ولكي نجدد ايضا الايمان باسم ابنائنا وبناتنا اينما وجدوا، في الشرق او في عالم الانتشار"، مشيراً إلى أننا "نرفع الذبيحة الالهية على نية كنيستنا، وبنوع خاص على نيّة قداسة ​البابا فرنسيس​، ونصلي على نيّة لبنان في يوم عيد استقلاله عاون غبطتهفي القداس اساقفة مجمع الكنيسة المارونية المقدس ولفيف من كهنة المعهد الحبري الماروني والرهبان من مختلف الرهبانيات المارونية في روما".

ووجّه البطريرك تحية الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ مهنئا بعيد الإستقلال، مشيراً إلى أن "​الموارنة​ خلقوا الجسر الثقافي بين الشرق والغرب وتكلموا باسم كل المسيحيين والمسلمين، ويمكنني التأكيد من خلال تاريخنا اننا كموارنة لم نفكر يوما في لبنان ان نعمل فقط من اجل الموارنة"، مؤكداً أن |الموارنة من اجل لبنان دائما ومن اجل كل اللبنانيين، ولقد اعتدنا على هذا الأمر ونحن نؤمن بأن لبنان لا قيمة له الا بتنوعه الذي جعل منه قطعة فسيفساء لا يمكننا انتزاع حجر واحد منها فهي مؤلفة من مجموعة من الجماعات الإسلامية والمسيحية المتنوعة عدا عن الأفراد، وهذا هو جمال هذه الفسيفساء اللبنانية التي نحرص عليها وعلى حملها هنا في العالم الغربي".

واعتبر البطريرك الراعي أننا "اليوم بأمس الحاجة الى ان نغرف المزيد من تاريخنا الموجود في الكرسي الرسولي والمكتبة الفاتيكانية لكي يتعرف الينا العالم الغربي اكثر فاكثر، مع العلم ان من اعطى الوجه الثقافي الكبير وبرز في القرون الماضية وعلم في البلاطات الملكية هم من الموارنة ولقد قيل عنهم المثل المعروف "انه عالم كماروني، علينا اليوم تجديد هذا الأمر لكي يقال عالم كلبناني savant comme un libanais لذلك مدارسنا وجامعاتنا تغتني بالعلوم"، مشيراً إلى أن "لبنان لا يغتنى بالموارد الطبيعية وانما انعم الله علينا بغنى العقل هذا العقل الخلاق الذي وهبه الرب للبنانيين هو قوتهم وهو اقوى من كل ثروات الارض، لذلك نحن بحاجة الى مساعدة شعبنا اللبناني على تفعيل فكره، ولكن للأسف امام الصعوبات الإقتصادية وخطر التعليم في المدارس الخاصة عامة والكاثوليكية خاصة منع اللبناني من تنفيذ هذا الامر".

واضاف "التحية للنواب الحاضرين معنا ونقول لهم انتم امام مسؤولية كبيرة وهي التشريع والحفاظ على اللبناني كي يبقى انسان العلم والمعرفة، 1736 اقر المجمع اللبناني الشهير الذي انعقد في سيدة ​اللويزة​ الزامية التعليم للإناث والذكور لدرجة انه اقر ان من يرفض التعلم يساق سوقا الى المدرسة، واليوم نحن نعيش في زمن يحتاج فيه العالم الى ثقافة ومعرفة وفكر. نحن بحاجة الى شعب مثقف فلبنان ارض ثقافة واذا خسرنا ثقافتنا يعني اننا خسرنا كل شيء".

ولفت إلى أنني "اعلم ان النواب متألمون، فلقد مر نحو ستة اشهر على انتخابهم ولم يتمكنوا من ممارسة دورهم التشريعي او محاسبة او مساءلة في ظل غياب الحكومة، ولكننا لا يمكننا ان نبقى مكتوفي الأيدي سنرفع صوتنا عاليا لنقول: لا يحق لأحد ان يلعب بمصير شعب او وطن ايا يكن هذا الشخص او هذه الجماعة، كونوا على مستوى هذا الوطن وشعبه الذي يستحق منكم الافضل ولو كلّف هذا الامر بعض التضحيات، فكلنا اصغر من لبنان".