وجّهت نقابة الصحفيين التونسيين رسالة مفتحة إلى الرئيس التونسي ​الباجي قائد السبسي​ أكدت فيها أنها "فوجئت كأغلبية الشعب التونسي بتأكيد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى توسن الأسبوع المقبل، فيما بدأ جولةً الهدف منها تبييض سجله الدّامي على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، لعلّ آخرها جريمة اغتيال الكاتب الصحفي ​جمال خاشقجي​، حيث تشير تقارير دولية إلى تورط محمد بن سلمان نفسه في هذه الجريمة النّكراء".

ولففت النقابة إلى أنه "لا يخفى على نقابتنا أن موقف تونس الرّسمي لم يكن، في يوم ما، مستقلاً عن ​سياسة​ المحاور التي تشهدها المنطقة العربية، ففي الثّاني والعشرين من تشرين الأول الماضي، صدمنا بموقف ​وزارة الخارجية​ حين دعت إلى عدم توظيف قضية اغتيال الزميل السعودي جمال خاشقجي، بـ"استغلال هذا الحادث لاستهداف ​السعودية​ وأمنها واستقرارها"، مكتفيةً بموقف هزيل لا يعكس بأي حال من الأحوال ما تعيشه تونس من زخم، في إطار الانتقال الديمقراطي الذي تمرّ به بلادنا".

وأوضحت أنه "سبق موقف وزارة الخارجية إعلان ​مناورات​ عسكرية مشتركة مع الطيران الحربي السعودي، الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة في ​اليمن​، حسب تقارير حقوقية وأممية، هذا دون أن ننسى الموقف المخزي للدبلوماسيّة التونسيّة، التي امتنعت عن التصويت للتمديد للجنة التحقيق الدولية المستقلة في اليمن والتي يرأسها الحقوقي التونسي كمال الجندوبي".

وأكدت نقابة الصحفيين التونسيين "استهجانهاَ لزيارة ولي العهد السعودي كونه خطراً على ​الأمن​ والسلم في المنطقة والعالم وعدوّاً حقيقياً ل​حرية التعبير​"، مشيرة إلى أنه "حدثت في تونس ثورة ولسنا مستعدين، كصحفيين أن نتنازل عن مكاسبها وفي مقدمتها سيادة القانون حرية ​الصحافة​ والتعبير، وعلى هذا الأساس نرفض زيارة ولي العهد السعودي إلى بلادنا رفضًا قاطعًا، لما في تلك الخطوة الاستفزازية من اعتداء صارخ على مبادئ ثورتنا".